وقال أبو حمزة: دخلت إلى بغداد، فرأيت جميع من فيها يثني على مَنْصور بن المُعْتَمِر، فلما خرجت إلى الكوفة سمعت منه، فلما عدت من مكة أقمت عليه حتَّى كتبتُ عنه، وأكثرت.
أخبرنا أبو طاهر السِّلَفِي، أنا أبو عليّ أحمد بن محمد البرداني الحافظ، أنا محمد بن عليّ بن الفتح، أنا أبو الحسين بن أخي ميمي، ثنا أبو عليّ بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد، حدَّثني محمد بن الحسين، ثنا خَلَف بن تميم قال: سمعت زائدة بن قُدَامَة يقول: صام مَنْصور بن المُعْتَمِر أربعين سنة، صامَ نهَارَها وقَام ليلها، وكان يبكي اللَّيْلِ، فإذا أصبح اكتحل وادهن وبَرَّق شفتيه.
أخبرنا أبو طاهر، أنا أبو عليّ البرداني، أنا محمد بن عليّ المقري، أنا أبو الحسين بن بِشْران، أنا ابن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد، حدَّثني محمد بن الحسين، ثنا زائدة قال: كان مَنْصور بن المُعْتَمِر إذا رأيته قلت: رجلٌ قد أصيب بمصيبة، ولقد قالت له أمه: ما هذا الَّذي تصنع بنفسك؛ تبكي اللَّيْل عامته، لا تكاد تسكت؟ ! لعلك يابني أصبت نفسًا، قتلت قتيلًا! ! قال: يا أمه، أنا أعلم بما صنعت بنفسي.
وقال أبو يزيد الوَاسِطي: كان أول ما يُبْلَي من ثياب مَنْصور بن المُعْتَمِر ما يلي ركبتيه من كثرة سجوده.
وقال أحمد بن عبد الله: مَنْصور بن المُعْتَمِر كوفي ثقة ثَبْت في الحديث، كان أثبت أهل الكوفة، وكان مثل القدح (١) لا يختلف فيه أحد،
(١) كذا في النسخ، وعبارة "ثقات العِجْلِي": "كأن حديثه القدح" كما في "ترتيبه" (ص ٤٤٠)، ونقلها المزي على الصَّواب.