وقال أحمد بن حنبل: قَدِم علينا نعيم بن حمَّاد فحضَّنا على طلب المسند.
وقال أحمد بن عبد الله: هو مروزي، ثقة.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال أبو زرعة: نعيم يَصِلُ أحاديث يوقفها الناس.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أنا أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي، أنا إسماعيل بن عثمان المقرئ فيما كتب إليَّ، أن أبا سعيد محمد بن موسي بن شاذان أخبرهم، ثنا محمد بن يعقوب المستملي، أنا العباس الدُّوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حضرنا نعيم بن حمَّاد بمصر، فجعل يقرأ كتابًا من تصنيفه، فقرأ منه ساعة، ثم قال: ثنا ابن المبارك، عن ابن عون بأحاديث.
قال يحيى: فقلت له: ليس هذا عن ابن المبارك، فَغَضِبَ، وقال: ترد علىَّ؟ قلت: إي والله أرد عليك أريد زينك. فأبى أن يرجع، فلما رأيته هكذا لا يرجع قلت: لا والله، ما سمعت أنت هذا من ابن المبارك قط، ولا سمعها ابن المبارك من ابن عون قَطُّ. فَغضِبَ، وغضب من كان عنده من أصحاب الحديث، فدخل البيت فأخرج صحائف، فجعل يقول: وهي بيده: أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس أمير المؤمنين في الحديث؟ نعم يا أبا زكريا، غَلطتُ، فكانت صحائف فغلطت فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون، وإنما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك.
قال اليونارتي: ومما يدل على ديانة نعيم وأمانته رجوعه إلى الحق لما