وقال صالح بن محمد: كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد، وكنت أستملي عليه، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفًا.
أخبرنا الحافظ أبو العز عبد المُغيث بن زُهير، أنبأ القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الفَرَّاء، أنبأ أحمد الحافظ، أنبأ أبو الوليد، أنبأ محمد ابن أحمد الحافظ، ثنا محمد بن سعيد، ثنا محمد بن يوسف، ثنا محمد ابن أبي حاتم قال: سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: كان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل يختلف معنا إلى مشائخ البصرة وهو غُلام، فلا يكتب حتَّى أتي على ذلك الأيام فكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب، فما معناك فيما تصنع؟ فقال لنا بعد ستة عشر يومًا: إنكما قد أكثرتُما عليّ، وألححتما، فأعرضا على ما كتبتما، فأخرجنا ما عندنا زاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر القلب، حتَّى جعلنا نحكم كتبنا على حفظه، ثمَّ قال: أترون أني أختلف هدرًا، وأضيع أيامي؟ فعرفنا أنَّه لا يتقدمه أحد.
قال: وكان أهل المعرفة من أهل البصرة يَعْدُون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتَّى يغلبوه على نفسه، ويُجْلِسُوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يُكْتَبُ عنه، قال: وكان عند ذلك شاب لم يخرج وجهه.
قال عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل: سمعت أبي يقول: ما أخرجت خُراسان مثل محمد بن إسماعيل البُخَاري.
أخبرنا عبد المغيث أنبأ محمد، أنبأ أحمد المؤرِّخ، أنبأ أبو بكر الحِيري، قال: سمعت إبراهيم بن أحمد الفقيه قال: سمعت أحمد بن عبد الله الصَّفَّار يقول: سمعت أبا إسحاق المُسْتَمْلِي، يروى عن محمد