وعند وقوع اختلافات بين النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق، فإنني ألتزم إثبات الوجه الصحيح في النص، أما إذا اجتمعت النسخ الخطية على خطأ مما يؤكد أن المصنف نفسه هو منشأ هذا الخطأ، ففي هذه الحالة أنبه على الوجه الصحيح في الحاشية، ولا أُغير نص المصنف.
٥ - ضبط النصوص وتوثيقها:
لقد تباينت مناهج التحقيق والتعليق على النص التراثي، والذي ارتضيته لنفسي في أعمالي: أن هناك عوامل كثيرة في الكتاب المُحقَّق هي التي تُملي على الباحث المنهج الذي ينبغي أن يسلكه في تحقيق ذلك الكتاب.
ومن خلال تطبيق ذلك على كتاب "الكمال في أسماء الرجال" فقد ارتضيت في تحقيقه التالي:
- العناية البالغة بضبط النص، ليخرج الكتاب على الصورة التي أرادها مؤلفه، أو أقرب ما يكون إلى ذلك؛ فضبط النص وتوجيه العناية إلى ذلك، وحشد الجهد فيه، هو الركن الرئيس لأيِّ عملٍ في تحقيق التراث.
وفي سبيل ذلك جمعتُ عددًا كبيرًا من مخطوطات الكتاب لأقابله عليها، ولم أكتف بالقليل؛ لأنه ما من نسخة للكتاب إلا وقد يقف فيها الباحث على ميزة زائدة.
وعارضت النقولات على الأصول التي نُقِلَت منها.
كما عارضت الكتاب على المادة التي اقتبسها منه المزي في "تهذيب