الكمال"، وقد بلغ تحقيق هذا الكتاب الغاية في الجودة، وقد أتقن العمل عليه المحقق الكبير الدكتور بشار عواد، وأنا وإن كنت أقل من أن أُقَيِّم عملًا للدكتور، إلا أن الأمانة العلمية تقتضي من الباحث أن يُشيد بالأعمال التي أعانته في التحقيق، ووفرت عليه وَقتًا وجهدًا.
هذا ما يخص ضبط النص، أما منهجي في التعليق على الكتاب فسيأتي بعد قليل.
٦ - بيان الأوهام:
- اعتنيت ببيان أوهام المصنِّف في حاشية التحقيق، والعمدة في ذلك على الحواشي التي قيدها الحافظ المزي على نسخته التي بخطه من "تهذيب الكمال"؛ فقد تعقب صاحبَ "الكمال" في عشرات المواضع، وقد أحسن الدكتور بشار عواد بنقلها في حواشي تحقيقه، كما اعتنى بنقلها ناسخ نسخة أحمد الثالث من كتاب "الكمال"، واستدركت منه بعض ما فات الدكتور بشار، ويغلب على هذه التعقبات ذكر أوهام الحافظ عبد الغني في أسماء شيوخ وتلامذة الراوي.
وأنبه على أن الحافظ مغلطاي قد ناقش في "إكمال تهذيب الكمال" الحافظَ المزي في كثير من تعقباته على صاحب "الكمال"، وقال في مقدمة كتابه (١):
ثم إن الشيخ -أي: المزي- شاحح صاحب "الكمال" في أشياء حدانا ذلك على مشاححته في بعض الأحايين".