حُق للسلطات القبطية أن تتدخل، واحترم عمرو بن العاص نُظم المصريين وعاداتهم ومعتقداتهم.
ولم يمنع عمرو بن العاص من عادات المصريين سوى عادة اختطاف إحدى العذار الحسان من أبويها في كل سنة، وقذفها في النيل؛ لكي يمن إله النيل على مصر بما تحتاج إليه من ارتفاع الماء وقت الفيضان، وقد استبدل عمرو بن العاص بتلك العادةِ العادةَ التي لا تزال موجودةً إلى يومنا، وهي قذف تمثال خزفي، يدعى العروس، في النيل في يوم معين من كل سنة، وإني أرى من المحتمل أن تكون هذه العادة، التي ترجع في القدم إلى ستة آلاف سنة، قد أتت من عادة تقريب القرابين البشرية في الديانة المصرية الأولى.
وسار عمرو بن العاص في مصر على غرار عمر بن الخطاب في القدس، فشمل الديانة النصرانية بحمايته، وسمح للأقباط بأن يستمروا على اختيار بطرك لهم كما في الماضي، ومن تسامحه أن أذن للنصارى في إنشاء الكنائس في المدينة الإسلامية التي أسسها.
شكل ٤ - ٧: ساحة مسجد ابن طولون وحوضه ومئذنته (من تصوير إيبر).