شكل ٧ - ١: مقدم قصر العزيزة العربي في صقلية (من صورة فوتوغرافية).
نعد الأحوال التي ساقت النورمان من أمكنة بعيدة إلى فتح صقلية من غريب الحوادث، وذلك أن كوكبة من فرسان الفرنج والنورمان كانت قادمة، حوالي سنة ١٠١٥ م، من بيت المقدس إلى جنوب إيطالية لتزور، وفق العادة، غار جبل غورغانو الذي اشتهر بظهور الملك ميكائيل فيه، وأن كونت أفيلينو، روفريد، لما علم ذلك استنجد بهم للدفاع عن ساليرم التي كان العرب يحاصرونها، وأنهم استطاعوا أن يدخلوها، وأن يشدوا عزائم أهلها الذين لم يلبثوا أن فكوا الحصار وهزموا العرب، وأن أهل ساليرم وأميرهم فرحوا بذلك، ودارت الحمية في رؤوسهم، فأجزلوا عطاء أولئك الغرباء، ودعوهم إلى الإقامة بين ظهرانيهم.
ومع أن أولئك الحجاج لم يرضوا بذلك لرغبتهم في رؤية وطنهم مرة ثانية وعدوا بأن يبعثوا إليهم فتياناً منهم للدفاع عن النصرانية ببسالة، ثم توجهوا إلى وطنهم الذي