شكل ٢ - ١٢: بائعون جائلون في القاهرة (من صورة فوتوغرافية التقطها سباه).
في الشرق أفضل من حال الخدم في أوربة، فالأرقاء في الشرق يؤلفون جزءاً من الأسُر، ويستطيعون الزواج ببنات سادتهم أحياناً كما رأينا ذلك سابقاً، ويقدِرون أن يَتَسَنَّموا أعلى الرُّتب، وفي الشرق لا يرون في الرق عاراً، والرقيق فيه أكثر صلةً بسيده من صلة الأجير في بلادنا.
قال مسيو أبُو:«لا يكاد المسلمون ينظرون إلى الرق بعين الاحتقار، فأمهات سلاطين آل عثمان، وهم زعماء الإسلام المحترمون، من الإماء، ولا يرون في ذلك ما يَحُطُّ من قَدْرهم، وكانت أسُر المماليك الذين ملكوا مصر زمناً طويلاً تلجأ، لِتَدُوم، إلى اشتراء صغار الموالي من القفقاس وتتبنَّاهم في سن البلوغ، وليس من القليل أن يُرَبِّي أمير مصري أحد صغار الأرقاء، ويعلمه ويدربه، ويزوجه ابنته، ويفوض إليه إدارة شؤونه، وترى في القاهرة أكابر من الوزراء والقادة والقضاة اشتُري الواحد منهم في شبابه بما لا يزيد على ألف وخمسمائة فرنك.»
واعترف جميع السياح الذين درسوا الرق في الشرق درساً جِدياً بأن الضجة المُغْرِضَة التي أحدثها حوله بعض الأوربيين لا تقوم على أساسٍ صحيح، وأحسن دليل يقال تأييداً لهذا هو أن الموالي الذين يرغبون في التحرر بمصر ينالونه بإبداء رغبتهم فيه أمام أحد