شكل ٢ - ١٣: كاتب عرائض في القدس (من صورة فوتوغرافية).
القضاة، وأنهم لا يلجأون إلى حقهم هذا، قال مسيو إيبِر مشيراً إلى ذلك:«يجب عَدُّ الرقيق في بلاد الإسلام مَبْخُوتاً على قدر الإمكان.»
ومن السهل أن أكُثر من اقتباس الشواهد على صحة ذلك، ولكنني أكتفي بذكر الأثر الذي أوجبه الرق في الشرق في نفوس المؤلفين الذين أتُيح لهم درسه في مصر حديثاً، قال مسيو شارم:«يَبدو الرق في مصر أمراً ليِّناً هيناً نافعاً منتجاً، ويُعد إلغاؤُه فيها مصيبة حقيقية، ففي اليوم الذي لا يستطيع وحوش إفريقية الوسطى أن يبيعوا فيه أَسْرَى الحرب، ولا يَرَون فيه إطعامهم، لا يُحجِمون عن أكلهم، فالرِّق، وإن كان لطخةَ عارٍ في جبين الإنسانية، أفضلُ من قتل الأسَرى وأكل لحومهم إذا ما نُظِر إليه من وجهة نظر هؤلاء الأسرى، وذلك على الرغم من رأي مُحبي الإنسانية من الإنكليز الذين يقولون: إنه أجدر بكرامة الزنوج أن يأكلهم أمثالهم من أن يسودهم أجنبي! »
وقال مدير مدرسة اللغات في القاهرة مسيو دو فوجانى:«ترى الأرقاء الذين يستفيدون من الحرية الممنوحة لهم قليلين إلى الغاية مع أن هذه الحرية تسمح لهم بأن يعيشوا كما يشاءون من غير إزعاج، فالأرقاء يُفَضلون حال الرق السالم من الجَور على حال القلق الذي يكون مصدرَ آلامٍ ومتاعب لهم في الغالب».