شكل ٣ - ١: إسطرلاب عربي قديم (متحف العاديات الإسباني).
بما لديه من الغِنَى، أن يصنع آلاتٍ رصديَّةً كانت غير معروفة قبل ذلك التاريخ، فزُعم أنه أنشأ ربعَ دائرة يبلغ نصف قطرها ارتفاع كنيسة أياصوفية في القسطنطينية، ويمكن عَدُّ أولوغ بك، الذي لا يفصله عن كيبلر سوى قرن ونصف قرن، آخرَ ممثل لمدرسة بغداد الفلكية، أي أداة وصلٍ بين القدماء والمتأخرين؛ لما قام به من الأعمال المهمة.
ويُعد الكتاب الذي نشره أولوغ بك، سنة ١٤٣٧ م، صورةً صادقةً عن المعارف الفلكية التي انتهت إليها المدرسة العربية في أواسط القرن الخامس عشر من الميلاد، وقد بحث المؤلف في القسم الأول من هذا الكتاب في مسائل علم الفلك، ودرس فيه أقسامَ الوقت، وموضوعَ التقويم، ومبادئَ علم الفلك العامة، ثم موضوعاتِ هذا العلم العملية كحساب الكسوف والخسوف وتأليف الأزياج واستعمالها ... إلخ، وتشتمل هذه الأزياج على فهارس الكواكب، وحركات القمر والشمس والكواكب السيارة، وطولِ أهم مدن العالم وعرضها، ومن هذه المدن مدينة سمرقند التي ذكر أن عرضها ٢٩ درجة و ٢٧ دقيقة و ٢٨ ثانية، فلم أجده في كتب المعاصرين.