اطلعا على ما جاء في بعض المخطوطات التي عُثِر عليها حديثاً، عن رأيهما مُعْلِنَين أن العرب هم أصحاب هذا الاختراع العظيم الذي قَلَبَ نظام الحرب رأسًا على عَقِب، ومما قاله ذانك المؤلفان:«إن الصينيين هم الذين اكتشفوا ملح البارود واستعملوه في النار الصناعية ... وأن العرب هم الذين استخرجوا قوة البارود الدافعة، أي أن العرب هم الذين اخترعوا الأسلحة النارية.»
وجرى المؤرخون على الرأي القائل: إن المعركة الأولى التي استُعملت فيها المدافع هي معركة كريسي التي حدثت سنة ١٣٤٦ م، والحقيقة هي ما أثبته مؤرخو العرب في مؤلفاتهم من النصوص الكثيرة التي تدل على أن استعمال المدافع وقع قبل تلك السنة بزمن طويل، ومن ينظر إلى المختارات المقتطفة من المخطوطات التي ترجمها كونده يَجِدْ، على الخصوص، أن الأمير يعقوب حاصر زعيم ثُوَّار في مدينة المهدية بإفريقية في سنة ١٢٠٥، وأنه ضرب أسوارها بمختلف الآلات والقنابل ... أيضربها بآلات لم يَرَها الناس قبل ذلك ... فكانت كل واحدة منها تَرمِي قذائفَ كبيرةً من الحجارة وقنابلَ من الحديد، فتسقط في وسط المدينة.»
شكل ٥ - ٤: قطعة من نسيج عربي قديم (من تصوير إيبر).
ونرى ذلك صريحاً في تاريخ ابن خلدون عن البربر حيث ذَكَر استعمال المدافع في الحِصار بقوله: «ولما فتح السلطان أبو يوسف بلاد المغرب وجَّه عزمه إلى افتتاح