للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سجلماسة (٦٨٢ هـ/١٢٧٣ م) من أيدي بني عبد الواد المتغلبين عليها، وإدالةِ دعوته فيها من دعوتهم، فنهض إليها في العساكر والحشود في رجبٍ من سنة اثنتين وسبعين، فنَازَلها وقد حَشَد إليها أهلَ المغرب أجمع من زناتةَ والعربِ والبربر وكافة الجنود والعساكر، ونَصَبَ عليها آلات الحصار من المجانيق والعَرَّادَات وهندام النفط القاذف بحصى الحديد ينبعث من خِزانةٍ أمام النار الموقدة في البارود بطبيعة غريبة ترُدُّ الأفعال إلى قدرة بارئها، فأقام عليها حَوْلًا يغاديها القتال ويراوحها إلى أن سقطت ذات يوم على حين غفلةٍ طائفةٌ من سورها بإلحاح الحجارة من المنجنيق عليها، فبادروا إلى اقتحام البلد فدخلوه عَنوةً من تلك الفُرجة.»

وتُثْبِت مخطوطاتُ ذلك الزمن أن الأسلحة النارية شاعت بين العرب بسرعة، وأنهم استخدموها للدفاع عن مدينة الجزيرة التي هاجمها الأذفونش الحادي عشر سنة ١٣٤٢ م.

شكل ٥ - ٥: قطعة من نسيج عربي قديم.

وجاء في تاريخ الأذفونش الحادي عشر: «أن مغاربة المدينة كانوا يقذفون كثيراً من الصواعق على الجيش فيرمون عليه عِدَّة قنابل كبيرة من الحديد كالتفاح الكبير، وذلك إلى مسافة بعيدة من المدينة، فيمرُّ بعضها من فوق الجيش، ويسقط بعضها عليه.»

<<  <   >  >>