شكل ٢ - ٦: عربيتان من جوار القاهرة (من صورة فوتوغرافية).
وعندي أن أهل البدو من العرب، مع بقائهم على الفطرة وعدم تحولهم قيد أنملة عن الحال الابتدائية التي كانوا عليها منذ أقدم العصور، أفضل من جميع أمم الرعاة في العالم، وقد أتيح لي أن أحادثهم غير مرة، فظهر لي أن مبادئهم في الحياة تعدل مبادئ كثير من الأوربيين العريقين في الحضارة، وسنرى أن الأعراب الأجلاف بعاداتهم شعراء بتصوراتهم، ويندر أن يكون الأعرابي غير شاعر.
والأعرابي، وهو شاعر، صبي في خلقه، وينطوي تحت دعته الظاهرة من التقلب ما لا يشاهد مثله إلا في الأولاد والنساء، وهو كهؤلاء لا يتأثر إلا بعامل الساعة التي يكون