للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأظنّ أنّ لهذه النّكتة أورد البخاريّ حديث ابن مسعود (١) عقب حديث أبي هريرة إشارة منه إلى أنّ ابن مسعود قد أفتى بوفق حديث أبي هريرة , فلولا أنّ خبر أبي هريرة في ذلك ثابت لَمَا خالف ابن مسعود القياس الجليّ في ذلك.

وقال ابن السّمعانيّ في " الاصطلام ": التّعرّض إلى جانب الصّحابة علامة على خذلان فاعله , بل هو بدعة وضلالة، وقد اختصّ أبو هريرة بمزيد الحفظ لدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له كما عند البخاري وفيه قوله: إنّ إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصّفق بالأسواق , وكنت ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشهد إذا غابوا , وأحفظ إذا نسوا. الحديث.

ثمّ مع ذلك لَم ينفرد أبو هريرة برواية هذا الأصل.

فقد أخرجه أبو داود من حديث ابن عمر، وأخرجه الطّبرانيّ من وجه آخر عنه، وأبو يعلى من حديث أنس، وأخرجه البيهقيّ في الخلافيّات من حديث عمرو بن عوف المزنيّ، وأخرجه أحمد من رواية رجلٍ من الصّحابة لَم يسمّ.


(١) ولفظه عند البخاري (٢١٤٩) عن ابن مسعود قال: من اشترى شاة محفلةً، فردّها. فليردّ معها صاعاً. ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ تُلقى البيوع.
قال الحافظ في الفتح (٤/ ٤٥٦): التحفيل بالمهملة والفاء التجميع، قال أبو عبيد: سميت بذلك لأنَّ اللبن يكثر في ضرعها، وكل شيء كثرته فقد حفّلته , تقول: ضرع حافل. أي: عظيم. واحتفل القوم إذا كثر جمعهم. ومنه سمي المحفل.

<<  <  ج: ص:  >  >>