للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لُغَتِنَا، وإِنَّمَا قِيْلَ لَهُمَا ذلِكَ؛ لأنَّ الغَدَاةَ والعَشِيَّ يُقَالُ لَهُمَا: العَصْرَانِ، قَال الشَّاعِرُ (١):

وَأَمْطُلُهُ العَصْرَيْنِ حَتَّى يَمَلَّنِي ... وَيَرْضى بنصْفِ الدَّيْنِ والأنْفُ رَاغِمُ

ويُقَالُ أَيْضا لِلَّيْلِ والنَّهَارِ: العَصْرَانِ، قَال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلالِيُّ (٢):

أَرَى بَصَرِى قَدْ رَابَنيْ بَعْدَ صِحَّةٍ ... وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَصِحَّ وتَسْلَمَا

وَلَا يَلْبَثُ العَصْرَانِ يَوْمًا وَلَيلَة ... إِذا طُلِبَا أَنْ يُدْرِكَا مَا تَيَمَّما


= وصَلاةَ العَصْرِ؛ سَمَّاهُمَا العَصْرَيْنِ، لأنَّهما يَقَعَان في طَرَفَي العَصْرَيْنِ، وهُمَا اللَّيْلُ والنَّهَارُ، وَالأشْبَهُ أنَّهُ غَلَّبَ أَحَدَ الاسْمَيْنِ عَلَى الآخَرِ كالعُمَرَيْنِ لأبي بَكْرٍ وعُمَرَ، والقَمَرَيْنِ للشَّمْسِ والقَمَر، وَقَدْ جَاءَ تَفْسِيْرُهُمَا في الحَدِيْث، قِيْلَ: مَا العَصْرَان؟ قَال: صَلاةُ قَبْلَ طُلُوع الشَّمْسِ، وصَلاةُ قَبلَ غُرُوْبِهَا، ومِنْهُ الحَدِيْثُ: "مَنْ صَلَّى العَصرِيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ" ومنه حَدِيثُ عَلِيّ: "ذكّرْهُمْ بأيَّام الله، وأجْلِسْ لَهُمُ العَصْرَيْنِ" أي: بُكرةً وعَشِيًّا".
(١) البيتُ لعبدِ الله بنِ الزبيْرِ -بفتْح الزَّاي- الأسَدِيِّ في شعره (١٢٥)، جَمْع وتَحقيقِ الدُّكْتُور يَحيى الجُبوري عن الِّلسان والتاج (عصر) ونَقَلَ المُحَقِّقُ الفَاضِلُ عن الصَّغَانِي قَوْلَهُ:
"والصَّوابُ في الرِّوايةِ:
* ويَرْضَى بنصْفِ الدَّينِ في غَيرِ نَائِلِ *
والشّعْر لعَبْدِ الله بنِ الزَّبيرِ الأسَدِيِّ". واستظهَرَ المُحققُ أيضًا أن هَذَا البَيْتَ من شَوَارِدِ القِطْعَةِ التي أَوَّلهَا حَسَبَ جَمْعِ المُحَقِّقِ المَذْكُور:
أَحَابِسُ كِيْدَ الفِيْلُ عَنْ بَطْن مَكَّةٍ ... وَأَنْتَ علَىَ مَا شِئتَ جَمُّ الفَوَاضِلُ
وحَدَّدَ مَوْضِعَهُ في القطعةِ فيا لَيْتَهُ أَورَدَهُ هُنَاك فالصَّغَانِيُّ ثِقَةٌ.
(٢) هُو: حُمَيْدُ بنُ ثَوْرِ بنِ حَزَنٍ الهِلالي العَامِريُّ، أَبُو المُثنَّى، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الجَاهِلِيّة، وشَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ المُشْركين، ثمَّ أَسْلَمَ ووفدَ على النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، وماتَ في خِلافَةِ عُثْمَان -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. أَخْبَارُهُ في: الشعْرِ والشُّعَراء (١٤٦)، والأغاني (٤/ ٣٥٦)، والخِزَانة. والبَيتان في ديوانه (٧، ٨). وروايتُهُ: "بعد حدة". وجاء في الأصل: "يومٌ وليلةٌ".