للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعْشَى (١)

يَقُومُ عَلَى الوَغْمِ فِي قَوْمِهِ ... فَيَعْفُو إِذَا شَاءَ أَوْ يَنْتَقِمْ

فإِذَا كَانَ التَّأويلُ عَلَى هَذَا لَمْ يَحْتَجُ إِلَى تَقْدِيرِ الإرَادَةِ، وَلَا وُضِعَ مُسَبَّبٌ مَوْضِعَ سَبَبٍ، وهَذَانِ التَّأويَلَانِ خِلَافُ مَا قَالَهُ زَيدُ بنُ أَسْلَمَ (٢)؛ لأنَّه جَعَلَهُ قِيَامًا مِنَ النَّوْمِ.

- وَ"الكَعْبَانُ" عِنْدَ العَرَبِ: العُقْدَتَانِ اللَّتَانِ في أَسْفَلِ السَّاقِ عَنْ يَمِينِ القَدَمِ وَشِمَالِهَا، وَكُعُوْبُ القَنَاةِ: عِقَدُهَا. وَفِي الحَدِيثِ: "أَقْبَلَ عَلَينَا رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بوَجْهِهِ وَقَال: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيتُ الرَّجُلَ يُلْزِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ" وَمَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الكَعْبَ فِي ظَهْرِ القَدَمِ فَقَدْ أَخْطَأَ.

وَكَانَ هُشَيمٌ (٣) يَقُوْلُ: المُغِيرَةُ بنُ أَبِي بَرْزَةَ بِفَتْحِ البَاءِ والزَّاي (٤).


(١) ديوان الأعْشَى "الصُّبح المُنير" (٣١)، وفيه: قَال الأصْمَعِيُّ: الوَغْمُ: التِّرةُ.
(٢) هو: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمن العَدَويُّ مَوْلَاهُم، فَقِيهٌ، مُفَسِّرٌ، مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ، كَانَ مَعَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ. قَال الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ: "وَكَانَ ثِقَةً، كَثيرَ الحَدِيثِ". أَخْبَارُهُ في: تَذْكِرة الحُفاظ (١/ ١٢٤)، وتهذيب التَّهذيب (٣/ ٣٩٥).
(٣) هُشَيمُ بنُ بِشْر بن القَاسِمِ بن دِينَارٍ السُّلَمِيُّ (ت ١٨٣ هـ) مُحَدِّثٌ منَ الثِّقَاتِ، مِنْ شُيُوْخِ إِمَامِنَا أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلِ -رَحِمَهُمَا اللهُ- لَزِمَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ، ألَّفَ "التَّفْسِير" و"السُّنَنَ" و"المَغَازِي"، وكان فيه تَدْلِيسٌ. أَخْبَارُهُ في: تَهْذيبِ الكَمَال (٣/ ٢٧٢)، وتاريخ بغداد (١٤/ ٨٥)، وتذكرة الحُفَّاظ (١/ ٢٢٩)، وسير أعلام النُّبلاء (٨/ ٢٨٧).
(٤) هو: المُغِيرَةُ بنُ أَبي بَرْزَة الأَسلَمِيُّ، مَذْكُوْرٌ في الثِّقَاتِ، وهو تَابِعِيٌّ، وأَبُوْهُ أَبُو بَرْزَةَ صَحَابِيٌّ، مَذْكُوْرٌ في الإصَابة (٧/ ٣٨)، وغيرُهُ. يُراجع: الثِّقَات لابن حِبَّان (٥/ ٤٠٩)، وتهذيب الكَمَالِ (٢٨/ ٣٥٣)، وتَهذيب التَّهذيب (١٠/ ٢٥٧)، وذكره أصْحَابُ المُشتبه والمُؤْتلف والمُخْتَلِفِ في كُتُبِهِم للتَّمْيِيزِ بَينَ "بَرْزَةَ" و "بُرْدَة" و"بُرْزَةَ".