قال الزَّجَّاجُ في "مَعَاني القُرآن وإعْرَابِهِ" (١/ ٣٣٠، ٣٣١): "غُرْفَة وغَرْفَة قُرِئ بِهِمَا جَمِيعًا فَمَنْ قَال: "غَرْفَةٌ" كَانَ مَعْنَاهُ غَرْفَةٌ وَاحِدَة باليَدِ ومَنْ قَال: "غُرْفَة" كَانَ مَعْنَاهُ مِقْدَارَ اليَدِ" وهَذَا هُوَ كَلَامُ صَاحِبِنَا. قَال أَبُو عَلِيٍّ في "الحُجَّةِ" (٢/ ٣٥٠، ٣٥١): "بفَتْحِ الغَينِ، وَقَرأَ عَاصِمٌ، وابنُ عَامِرٍ، وحَمْزَةُ والكِسَائِيُّ {غُرْفَةً} بضَمِّ الغَينِ. قَال أَبُو عَلِيٍّ: مَنْ فَتَحَ الفَاءَ الَّتي هي غَينٌ من "غَرْفَة" عَدَّى الفِعْلَ إلى المَصْدَرِ، والمَفْعُوْلُ بِهِ مَحْذُوْفٌ [تَقْدِيرُهُ] إلَّا مَن اغْتَرَفَ مَاءً غَرْفَةً. ومَنْ قَال: "غُرْفَةً" عَدَّى الفِعْلَ إِلَى المَفْعُوْلِ بِهِ، ولَمْ يُعَدِّهِ إِلَى المَصْدَرِ كَمَا عَدَّاهُ الآخَرُوْنَ إِلَيهِ، ولم يُعَدُّوْهُ إِلَى المَفْعُوْلِ بِه، وإِنَّمَا جَعَلْتَ هَذَا مَفْعُوْلًا بِهِ لأنَّ الغُرْفَةَ العَينِ المُغْتَرَفَةُ فهو بمَنْزِلَةِ إلَّا منِ اغْتَرَفَ مَاءً". وَلِأَبِي عَلِيٍّ بعدَ هَذَا كَلَامٌ جَيِّدٌ تَحْسُنُ مُرَاجَعَتُهُ هُنَالِكَ. وَقَرَأ بالفَتْحِ من غَيرِ السَّبعةِ: ابنُ عَبَّاسٍ، ومُجَاهِدٌ، والأعْرَجُ، وأَبَانُ بنُ عُثْمَانَ. يُرَاجع: السبعة (١٨٧)، والتيسير (٨١)، والكشف (١/ ٣٠٣)، والعُنوان (٥٣)، وتفسير الطَّبري (٥/ ٣٤٢)، ووَضْح البرهان (١/ ٢١٨)، والمحرَّر الوجيز (٢/ ٣٦٦)، وزاد المسير (١/ ٢٩٨)، وتفسير القُرطبي (٣/ ٢٥٣)، والبحر المحيط (٢/ ٢٨٢)، والدُّر المَصُون (٢/ ٥٢٧)، والنَّشر (٢/ ٢٣٠). قال ابنُ الجَوْزِيِّ في زاد المسير: "وزَعَمَ مُقَاتِلٌ أَنَّ الغَرْفَةَ كَانَ يَشْرَبُ مِنْهَا الرَّجُلُ ودَابَّتُهُ وخَدَمُهُ ويَمْلأ قُرْبَتَهُ. وقَال بَعْضُ المُفَسِّرِينَ: لَمْ يُرِدْ بِه غَرْفَةَ الكَفِّ، وإِنَّمَا أَرَادَ المَرَّةَ الوَاحِدَةَ بِقِرْبَةٍ أَوْ جَرَّةٍ أَو مَا أَشبهَ ذلِك ... ". وَقَال بَيَانِ الحَقِّ النَّيسَابُوْرِيُّ في "وَضْحِ البُرْهَانِ": "الغُرْفَةُ والغَرْفةُ واحدٌ، كَسُدْفةِ اللَّيلِ وسَدْفَتِهِ ولُحْمَةُ الثَوَّبِ ولَحْمَتِهِ". ويُراجع أيضًا: الجمهرة (٢/ ٧٧٩)، وتهذيب اللُّغة (٨/ ١٠١)، والصِّحَاح، واللِّسان، والتَّاج (غَرَفَ).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute