(١) أَبُو النَّشْنَاشِ هذَا لِصٌّ مِنْ لُصُوْصُ بَنِي تَمِيمٍ، وَلَا أدرِي مِنْ أَيِّ تَمِيمٍ هُوَ؟ ولَم أعرِفُ عَنْهُ إلَّا مَا رَوَاهُ أَبُو الفَرَجِ الأصبَهانيُّ في الأغَانِي (١٢/ ١٧١) حَيثَ أَنْشَدَ لَهُ:كَأَن لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسْيِرًا مَكبَّلًا .... وَلَا رَجُلًا يُرمَى بِهِ الرَّجَوَانِكَأَني جَوَادٌ ضَمَّهُ القَيدُ بَعْدَ مَا ... جَرَى سَابِقًا في حَلْبَةٍ وَرهانِوَذلِكَ في أَخْبَارِ الأفْوَهُ الأوْدِيِّ فَقَال: "الشعر لرَجُلٍ مِنْ لُصُوْصِ تَمِيمٍ يُعْرَفُ بِأَبي النَّشْنَاشِ .. " ثمَّ قَال: "أَخْبَرَني عَلِيُّ بنُ سُلَيمَان الأخْفَشُ، قَال: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيب، قَال: كَانَ أَبُو النَّشْنَاشِ مِنْ مَلاصِّ بَنِي تَمِيمٍ [مِنْ لُصُوْصِهم]، وَكَانَ يعتَرِضُ القَوَافِلَ في شُذَّاذ مِنَ العَرَبِ بَينَ طَرِيقِ الحِجَازِ والشَّامِ فَيَجْتَاحَها، فَظَفَرَ بِهِ بَعضُ عُمَّال مَروَانَ فَحَبَسَهُ وقَيَّدَهُ مُدَّةً، ثُمَّ أَمكَنَهُ الهرَبُ في وَقْتِ غِرَّة فَهرَبَ ... وذَكَرَ قِصَّة فِيها طُوْلٌ وأَنْشَدَ لَهُ قِصِيدَة مِنْها البيتُ المَذْكُوْرُ هُنَا، وَهُوَ أوَّلها. والسُّكَرِيُّ المَذْكُوْرُ في السَّنَدِ لَهُ مُؤلَّفٌ خَاصٌّ بِلُصُوْصِ العَرَبِ مَشْهُوْرٌ نَقَلَ عَنْهُ البَغْدَادي في الخِزَانَةِ .. وغيره وبَقِيَ مِنْه قِطْعَةٌ فِيها شعرُ طُهْمَانَ بنِ عَمرِو، نُشِرَتْ .. وبعدَ البَيتِ:مَذَاهِبُهُ إِنَّ الفِجَاجَ عَرِيضَةٌ ... إِذَا ضَنَّ عَنْهُ بالنَّوَالِ أَقَارِبُهْإِذَا المَرْءُ لَمْ يَسْرَحْ سَوَامًا وَلَم يُرحْ ... سَوَامًا وَلَم يَبْسُطْ لَهُ الوَجْهُ صَاحِبُهْفَلَلْمَوْتُ خَيرٌ لِلْفَتَى مِنْ قُعُوْدِهِ ... عَدِيمًا وَمِنْ مَولًى تُعَافُ مَشَارِبُهُ =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute