للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وَقَوْلُهُ: "رَأَى رَسُوْلُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُستلْقِيًا في المَسْجِدِ" [٨٧]. كَذَا رَوَاهُ أَهْلُ الحَدِيثِ، وأَنْكرَهُ بَعْضُ النَّحْويِّينَ، وَقَال: إِنَّمَا يُقَال: اسْنَلْقَى إِذَا رَقَدَ عَلَى قَفَاه، وَلَا يُقَالُ: اسْتَلْقَى، ومَنْ قَالهُ فَالوَجْهُ فيه أَنْ يَكُوْنَ بِمَعْنَى أَلْقَى، ومَجِيءُ اسْتَفْعَلِ بِمَعْنَى أَفْعَلَ عَزِيزٌ لَمْ يَرِدْ إِلَّا في أَلْفَاظٍ نَادِرَةٍ مِنْهَا قَوْلُهُ (١): {استَوْقَدَ نَارًا}، وَمِنْهَا قَوْلُ كَعْبٍ الغَنَويِّ (٢):

* وَدَاعٍ دَعَا ...... ... ......... البيت *

أَرَادَ: فَلَمْ يُجِبْهُ.


= القِرَاءَةِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ وَقَال: قَرَأَ بِهَا ابنُ عَبَّاس، وأَبُو حَيوَةَ، والحَسَنُ".
(١) سورة البقرة، الآية: ١٧.
(٢) كَعْبُ بنُ سَعْدِ بنِ عَمْرٍو الغَنَويُّ من بَنِي سَالِمِ بنِ غُنْمِ بن غُنَيِّ بن أَعْصُرَ، شَاعِرٌ إِسْلاميٌّ، تَابِعِيٌّ، يُلَقَّبُ: كَعْبَ الأمْثَالِ لِكَثرَةِ مَا فِىِ شِعْرِهِ من الأمْثَالِ. أَخْبَارُهُ في: مُعْجَم الشُّعَراء (٢٢٨)، واللآلي لأبي عُبَيدٍ البَكْرِيِّ (٧٧١)، والبيتُ بتمامه:
وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النِّدَى ... فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ
فَقُلْتُ ادْعُ أُخْرَى وَارْفَعِ الصَّوْتَ جَهْرَةً ... لَعَلَّ أَبِي المِغْوَارِ مِنْكَ قَرِيبُ
مِنْ قَصِيدَة جَيِّدَة في رِثَاءِ إِخْوَاتِهِ ويَخُصُّ أبا المِغْوَارِ، واسمُهُ هَرِمٌ، وقيل: شَبِيبٌ، وقيل: مَأرِبُ بنُ سَعْدٍ، قَال الأصْمَعِيُّ: "لَيسَ في الدُّنْيَا مِثْلُهَا"، وَقَال أبو هِلالٍ العَسْكَرِيُّ: "قَالُوا: لَيسَ لِلْعَرَبِ مَرْثِيَّةٌ أَجْوَدَ مِنْ قَصِيدَةِ كَعْبٍ". يُراجع: المُوشَّح (٨١)، وديوان المعاني (٢/ ١٧٨). والقَصِيدَةُ كَامِلَةٌ في الأصْمَعِيَّات (٩٣)، الاختِيَارين (٧٥٠)، والتَّعازي والمراثي للمُبَرِّد (٢٤٠)، ومُنْتَهَى الطلَبِ (٢/ ٢٠٢) "مخطوط"، وأَمَالي القالي (٢/ ١٤٧)، واللآلي للبكري (٧٧١) ... وغيرها. وأولها:
تَقُوْلُ سُلَيمَى مَا لِجِسْمِكَ شَاحِبٌ ... كَأَنَّكَ يَحْمِيكَ الشَّرَابَ طَبِيبُ
والشَّاهد في مُشكل القرآن (٢٣٠)، والأمَالِي الشَّجَرِيَّة (١/ ٩٥).