وجاء في الإصابة عن ابن أبي نُجَيحٍ، عن مُجاهد أنَّ أوَّلَ مَنْ نَسَأَ الحارثُ بنُ ثَعْلَبَةَ بن مالكِ بن كِنَانَةَ، وآخر من نسأ أبو ثمامة ... " كذا قال، ونقل عن الزُّبير في "نسب قريش" (١٣) مثل ذلِك. وبذلِك يصحَّحُ نصُّ الإمامِ القُرطبي الَّذي ذَكَرَ أَوَّلَهُم ثم ذكر بعدَه آخرَهُم.وَجُنَادَةُ هذا قَال السُّهَيلِي في "الرَّوض الأنُف": "وجدتُ له خبرًا يدلّ على أنَّه أسلمَ فإنّه حَضَرَ الحَجَّ مَرَّةً في زَمَنِ عُمَرَ فَرَأَى النَّاسَ يزدَحِمُوْنَ على الحَجَرِ الأسْوَدِ فقال: أيُّها النَّاسُ إنِّي قد أَجَرْتُهُ مِنكم فَخَفَقَهُ عُمَرُ بالدُّرةِ وقال: وَيحَكَ! إن الله قَدْ أَبْطَلَ أَمْرَ الجَاهِلِيةِ". يُراجع: السيرة النَّبوية (١/ ٤٥)، والأوَائل لأبي هلال (٩١)، ومحاسن الوسائل (١٦٥)، ومعجم الشُّعراء (٨٢)، واللآلي للبَكْرِيِّ (١/ ١١)، وبلوغ الأرب (١/ ٢٣٤)، وأوائل الجُراعي (١١٩) وغيرها. وَكَانَ جُنَادَةُ مُطَاعًا في الجَاهِلِيّةِ، وَكَانَ يَقُومُ عَلَى جَمَلٍ في المَوْسِمِ فَيقُوْلُ بِأَعْلَى صَوْتهِ إنَّ آلهَتِكُم قد أَحَلتْ لكم المُحَرَّم فأَحِلُوْه، ثمَّ يَقُومُ في العام المُقبل فيقول: إنَّ آلِهَتِكُمْ قد حَرَّمَتْ عليكمُ المُحَرمَ فَحَرِّمُوْهُ، ورُبمَا زادُوا في عَدَدِ الشُّهُوْرِ فَجَعَلُوْهَا ثلاثةَ عَشَرَ شهرًا، أو أَرْبَعَةَ عَشَرَ شَهْرًا, ولذلِك قَال اللهُ تَعَالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} قال العَسْكَرِيُّ في "الأوَائل": "فَلَمَّا أراد الصدر اجتَمَعُوا إليه فقال: إِنِّي أَحْلَلْتُ دِمَاءَ المُحِلّين من طَيّئٍ وَخَثْعَمٍ فاقتُلُوْهم حَيثُ ثَقِفْتُمُوهُم. قَال العَسْكَرِيُّ: وإنَّما أَحَلَّ دِمَاء طيّئٍ وَخَثْعَمٍ؛ لأنَّهُمَا يُصِيبَانِ النَّاسَ في الأشْهُرِ الحُرُمِ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute