للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وَرَوَى زَيدُ بنُ أَبِي الزَّرقَاءِ (١) عَنِ ابنِ (٢) لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعمَرِ بنِ أَبِي حُيَيّة، عَنْ عُبَيدِ بنِ رِفَاعَة، عَنْ أَبِيهِ قَال: جَلَسَ إلى عُمَرَ عَلِيّ، والزُّبَيرُ، وسَعد في نَفَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فَتَذَكَّرُوا العَزْلَ فَقَالُوا: لَا بَأسَ بِهِ، فَقَال رَجُل: إِنَّهُم يَزْعُمُوْنَ أَنّها المَوْؤُدَةُ الصُّغْرَى، فَقَال عَلِيٌّ: لَا تكُوْنُ مَوْؤُدَة حَتَّى تَمُرَّ عَلَيها التَّارَاتُ السَّبْعُ (٣)؛ تكُوْنُ سُلالةً، ثُمَّ نُطْفَةً، ثُمَّ عَلَقَةً، ثمَّ مُضْغَةً، ثُمَّ عَظْمًا، ثُمَّ لحمًا، ثُمَّ خَلْقًا آخَرَ، فَقَال عُمَرُ: صَدَقْتَ أَطَال اللهُ بَقَاءَكَ. وَرَوَاهُ


= لَكِنَّهُ حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإخْوتهِ ... رَيبُ الزَّمَانِ فَأَمسَى بَيضَةَ البَلَدِ
ونَسَبَهُمَا التبرِيزِي في شرحه (٢/ ٢٩٧) إلى صنان بن عبَّاد اليَشْكُرِي، وراجعت شُعراء بكر الَّذي جَمَعَه الدُكتور عبد العزيز نَبَوي وطُبع في دار الزَّهْراء بالقاهرة سنة (١٤١٠ هـ)، فلم يذكره في شُعَراء بني يشكر البكريين فهل فاته؟ أو لعلَّه لم يَجْزِم بكونهِ جَاهِلِيًّا، والأمرُ يُحتَمَلُ؟ ! .
وَذَكَرَ الثَّعَالِبِيُّ في "ثِمَار القُلُوْبِ" (٤٩٥) "بَيضَةَ البَلَدِ" وأَنْشدَ البَيتَ الأخِيرَ. وفي اللِّسان (بَيَضَ) أَنْشَدَ ثَلاثَةَ أَبْيَاتٍ نسَبَها إلى صنان المَذْكُور. وفي الأمثالِ: "فُلانٌ بَيضَةُ البَلَدِ تُقَالُ في المَدحِ والذَّمِّ". وحِمَارٌ المَذْكُوْرُ في البَيتِ لَقَبُ رَجُل بِعَينهِ، وَكَوْنُهُ الحَيَوانُ أَبْلَغُ.
(١) هُوَ زَيدُ بنُ أَبي الزَّرقَاء يزيد التَّغْلِبي المَوْصِلي، نَزِيلُ الرَّملَةِ، والِدُ هارُوْنَ بنَ زَيد، خَرَجَ من الموصل إلى الرَّملَة بِسَبَبِ الفِتنةِ (ت ١٩٤ هـ). أَخْبَارُهُ في: المعرفة والتَّاريخ (٢/ ٤٦١)، والجرح والتَّعديل (٣/ ٥٧٥)، وتهذيب الكَمَالِ (١٠/ ٧٠)، وسير أعلام النُّبلاء (٩/ ٣١٦)، وتهذيب التَّهذيب (٣/ ٧٥٤).
(٢) في الأصل: "أبي" والصَّواب أنَّه عَبد الله بن لَهِيعَةَ الحَضْرَمِيُّ، وقيل: الغَافِقِيُّ، من أَنفسهم مُحَدِّثٌ عَاشَ في مِصرَ وَمَاتَ سنة (١٧٤ هـ). أَخْبَارُهُ في: طبقات ابن سعد (٧/ ٥١٦)، وطبقات خليفة (٢٩٦)، والإكْمَالِ (٧/ ٥٩)، وتهذيب الكَمَالِ (١/ ٤٨٧)، وسير أعلام النُّبلاء (٨/ ١٠)، والشَّذَرَات (١/ ٢٨٣)، وغيرها.
(٣) يُراجع: زَادَ المَسِيرِ (٥/ ٤٦٢).