للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* في لَيلَةٍ مَزْؤُوْدَةٍ ... * (١)

فَنَسَبَ الزَّأْدَ إِلَى اللَّيلَةِ والمُرَادُ مَنْ فِيهَا، فَعَلَى هَذَا يُسْتَعْمَلُ اسمُ المُزَابَنَةِ مَا نَصَّ عَلَيهِ الرَّاوي لِلْحَدِيثِ، وَمَا نَصَّ عَلَيهِ مَالكٌ في المُقَامَرَةِ والمُخَاطَرَةِ، ونَقْلُ التَّسْمِيَةَ مِنْ مُسَمَّى إِلَى مُسَمَّى آخَرَ لاتِّفَاقِهِمَا في المَعْنَى جَائِزٌ لَا وَجْهَ لإنكارِهِ، وَإِذَا وَجَدْنَا الأسْمَاءَ تُنْقَلُ في الشَّرِيعَةِ عَنْ مَوْضُوْعِهَا في اللُّغَةِ إِلَى مَعَانٍ لَا يَعْرِفُهَا العَرَبُ كَانَ نَقْلُ الاسْمِ إِلَى مَا هُوَ مَعْرُوْفٌ عِنْدَهَا، وَغَيرِ نَاقِضِ لِشَيءٍ مِنَ الشَّرِيعَةِ أَحَقَّ.

-[قَوْلُهُ: "نَهَى عَنِ المُزَابنَةِ والمُحَاقَلَةِ"] [٢٤، ٢٥]. في المُحَاقَلَةِ


= أَشْعَارِ الهُذَلِيّين (٣/ ١٠٧٢):
حَمَلَتْ بِهِ في لَيلَةٍ مَزْؤُوْدَةٍ ... كَرْهًا وعِقْدُ نِطَاقِهَا لَم يُحْلَلِ
من قَصِيدَةٍ طَويلَةِ أَوَّلها:
أَزُهَيرُ هَلْ مِنْ شَبَيبَةٍ مِنْ مَعْدِلِ ... أَمْ لَا سَبِيلَ إلى الشَّبَابِ الأوَّلِ
أَمْ لَا سَبِيلَ إِلَى الشَّبَابِ وَذِكْرِهِ ... أَشْهَى إِلَيَ مِنَ الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ
وَقَبْلَ البَيتِ مِمَّا لَهُ اتِّصَالٌ بمعناه:
وَلَقَدْ سَرَيتُ عَلَى الظَّلامِ بِمِغْشَمٍ ... جَلْدٍ مِنَ الفِتيانِ غَيرِ مُهَبَّلِ
مِمَّنْ حَمَلْنَ بِهِ وَهُنَّ عَوَاقِدُ ... حُبُكِ الثِّيابِ فَشَبَّ غَيرَ مُثقَّلِ
حَمَلَتْ بِهِ فِىِ لَيلَةٍ ..... ... ........................... البيت
وللقَصِيدَةِ قِصَّة مَذكورة في شرح الحماسة للتِّبريزي (١/ ٤١)، وخزانة الأدب (٣/ ٤٦٧).
والشَّاهدُ في: مجالس ثعلب (٣٢٥)، وأمالي ابن الشَّجَرِيّ (١/ ١٤٨)، والمُغني (٦٨٦)، وشرح شواهده (٣٢٥).
(١) في الأصل: "مزدودة".