للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وَفِي رِوَايَةِ عُبَيدِ الله: "يَا مَعْشَرَ اليَهْوْدِ" وَفِي رِوَايَةِ غَيرِهِ: "يَا مَعشَرَ يَهُوْدَ" (١) مَنْ جَعَلَهُ جَمْعَ يَهُوْدِيٍّ صَرَفَهُ ونَوَّنَهُ، وَمَنْ جَعَلَهُ اسْمًا عَلَمًا لِلأُمَّةِ لَمْ يَصْرِفْهُ.

- وَ [قَوْلُهُ: "عَلَى أنْ أحِيفَ عَلَيكُمْ"]: الحَيفُ: الجَوْرُ والمَيلُ عَنِ الحَقِّ.

الرِّشْوَةُ والرَّشْوَةُ وَقَدْ تَقَدَّمَ.

- وَ [قَوْلُهُ: "فَإنَّهَا سُحْتٌ"]. "السُّحْتُ": اسْمٌ يَعُمُّ الحَرَامَ، وَهُوَ مِنْ سَحَتَهُ اللهُ وأَسْحَتَهُ: إِذَا اسْتَأْصَلَهُ وَلَمْ يَبقَ مِنْه بقيَّةٌ، سُمِّيَ الحَرَامُ بذلِكَ؛ لأنَّه يُهْلِكُ صَاحِبَهُ وَمَالهُ.

- وَقَوْلُهُ: "بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ والأَرْضُ" أَي: بالعَدْلِ، وَإِنَّمَا قَالُوا ذلِكَ عَلَى طَرِيقِ الهُزْءِ بِعَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ؛ لأنَّهُمْ كَانُوا يَعْتَقِدُوْنَ أَنَّ أَخْذَ أَمْوَالِهِمْ مِنْ أَيدِيهِمْ غَصْبٌ وظُلْمٌ وجَوْرٌ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَوْ اعْتَقَدُوا [أَنَّ فِعْلَهُ عَدْلٌ] (٢) وأَمْرٌ مِنَ الله وارِدٌ لَمْ يَكْفُرُوا بِهِ (٣).


(١) في الموطأ رواية يَحْيَى في (ط) محمد فؤاد عبد الباقي بالألف واللَّام، وفي (ط) د / بشار بسقوطهما.
(٢) في الأصل: "عدله" والتَّصحيح من "الاقتضاب".
(٣) نَقَلَ اليَفْرُنِيُّ في "الاقتضاب" كلامَ المُؤَلِّفِ هُنَا، ثُمَّ قَال: هَذَا تَأْويلُ ابنِ السِّيدِ [الوَقَشِي] والأظْهِرُ خِلافُهُ، ثُمَّ قَال: وإِنَّمَا حَارَبُوْهُ على امتِنَاعِهِ من الرِّشْوَةِ، والرِّشْوَةِ عندهم حَرَامٌ لَا تَحِلُّ، وَلَوْلا أَنَّ السُّحْتَ مُحَرَّمٌ عليهم في كِتَابِهِم مَا عَيَّرَهُمُ اللهُ في القُرْآن بِأَكْلِهِ، والسُّحْتُ مُحَرَّمٌ عِنْدَ جَمِيع أَهْلِ الكِتَابِ، وَلَقَدْ أَحْسَنَ مَنْصُوْر الفَقِيهُ -رحمه الله- في قَوْلهِ:
إِذَا رِشْوَةٌ مِنْ بَاب بَيتٍ تَقَحَّمَتْ ... لِتَدْخُلَ فيه والأمَانَةُ فِيهِ
سَعَتْ هَرَبًا منه وَوَلَّتْ كَأَنَّهَا ... حَلِيمٌ تنَحَّى عَنْ جَوَارِ سَفِيهِ
وفي مَعْنَاهُ:
إِذَا حَلَّتِ الخَمْرُ في دَارِ قَوْمٍ ... فَقَدْ رَحَلَ الدِّينُ عَنْ دَارِهِمْ =