للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطَّاعُوْنُ عَلَى الفِرَارِ مِنْهُ كَمَا تَقُوْلُ: لَا يَحْمِلَنَّكَ إِفْرَارُ النَّاسِ إِيَّاكَ علَى الفِرَارِ وَ"لَا" في هَذِهِ الرِّوَايَةِ نَهْيٌ لَا نَفْيٌ. وَيُقَالُ: فَرَّ الرَّجُلُ مِنَ الأمْرِ يَفِرُّ فِرَارًا، وأَفْرَرْتُهُ أَنَا إِفْرَارًا أَي: جَعَلْتُهُ أَنْ يَفِرَّ.

- وَ [قَوْلُهُ: "لَبَيتٌ برُكْبَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ"] [٢٦]. رُكْبَةُ: مَوْضِعٌ بَينَ مَكَّةَ والطَّائِفِ (١). وقِيلَ: مَوْضِعُ بشِقِّ اليَمَنِ.


(١) مُعْجَمُ ما استعجم (٢/ ٦٩)، ومعجم البُلدان (٣/ ٦٣). قَال البكري: "بِضَمِّ أَوَّلَه، علَى لَفْظِ رُكْبَةِ السَّاقِ ... " وَذَكَرَ حَدِيثَ "المُوَطَّأ".
أَقُوْلُ: رُكْبَةُ لَا تَزَالُ على تَسْمِيَتِهَا، وهي مَشْهُوْرَةٌ جِدًّا، بَرِّيَّةٌ وَاسعةٌ قريبَةٌ من عُكَاظ، قُرْبَ الطَّائف يَطَؤُهَا الطَّرِيقُ القَدِيمُ بين الرِّياضِ ومَكَّةَ - شَرَّفَهَا اللهُ - فَهِيَ في غَرْبِيُّ نَجدٍ مِمَّا يلي الطَّائِفِ، لا بَينَ الطَّائفِ ومَكَّةَ. وأَمَّا قَوْلُهُ: "وَقِيلَ مَوضع بشِقِّ اليَمَنِ" فهو خَطَأٌ ظَاهرٌ وهو أكثرُ استحالةً من الأول، إلا أَنْ يَكُوْنَ باليَمَنِ مَوضعٌ بهذَا الاسمِ، وإِنْ كَانَ كَذلِكَ فَلَيسَ هو المَقْصُوْدُ هُنَا؛ لأنَّ هَذَا هو المَشهُور، ولو كانت رُكْبَةُ جَنُوْبَ مَكَّة لَصَحَّ ذلِكَ؛ لأنَّ كلَّ ما كَانَ جَنُوبَ مَكَّةَ صَحَّ أنْ يُقَال لَهُ: يَمَنٌ، كَمَا أَنَّ مَا كَان شَمَالها يُقَالُ لَهُ: شامٌ.