للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَصَبغ الرَّجُلِ في النِّعَمِ: غَرَقَهُ فِيهِ، وصَبَغْتُ اللُّقْمَةَ في المَرَقِ أَصْبَغُهَا قَال تَعَالى (١): {وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (٢٠)} وَصَبَغَ الفَرَسُ صَبْغًا: ابْيَضَّتْ نَاصِيَتُهُ وصَبَغَ الطَّائِرُ: ابْيَضَّ ذَنبهُ، وصَبَغَتِ الشَّاهُ: ابْيَضَّ ذَنبهَا.

- مَعَ: "أن الله لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا". قَال الأسْتَاذُ أبو القَاسِمِ بنُ الأبْرَشِ: (٢) "تَمَلُّوا" ههنَا بِمَعْنَى تَتْرُكُوا، أي: إِنَّ الله لَا يَتْرُكُ المُجَازاةَ عَلَى العَمَلِ حَتَّى تَتْرُكُوا العَمَلَ، وَ"حَتَّى غَايَةٌ عَلَى بَابِهَا. وَقَال ابنُ قُتيبَةَ: "حَتَّى" ها هنَا بِمَعْنَى "إِذَا" وَهُوَ غَلَطٌ. وَقَال غَيرُهُ: إِنَّهَا بِمَعْنَى الوَاو، وَهُوَ غَلَطٌ أَيضَا لأنَّهَا لَوْ كَانَتْ بِمَعْنَى الوَاو، أَوْ بِمَعْنَى "إِذَا" كَانَتْ غَيرَ عَامِلَةٍ، وَكَانَ يَجِبُ عَلَى قَوْلهِمْ: حَتَّى تَمَلُّوْنَ [بنُوْنٍ] ثَابِتة فَحَذْفُهَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ "حَتَّى" غَايَةٌ عَلَى بَابِهَا فَاعْلَمْهُ.

- قَالتْ عَائشِةُ: "لَوْ نُشِرَ لِي أبَوَايَ مَا تَرَكْتُهُنَّ". يُقَالُ نَشَرَ المَيِّتُ: إِذَا حَيِيَ، قَال الشَّاعِرُ (٣):


(١) سورة المؤمنون.
(٢) من أئمة النَّحو واللُّغَة المُحَقِّقينَ، أنْدَلُسِيٌّ، اسمُهُ خَلَفُ بنُ يُوْسُفَ بن فرْتُوْنَ، روى عن أَبِي بَكْرٍ عَاصِم بن أَيُّوْبَ، وأبي الحُسين بن سِرَاجِ، وأبي علي الغَسَّانِي، قَال ابنُ بَشْكُوال: "كان عَالِمَا" بالآدابِ واللغَاتِ، مُقَدمَا في مَعْرِفَتِهَا وإتْقَانِهَا، مَعَ الفَضْلِ والدِّينِ والخَيرِ والتواضُعِ" عُرِضَ عليه القضَاءُ فامتنعَ منه، له مَجَالِسُ أَدَبٍ وأَشْعَار جَيِّدَة، ونَدَوَاتُ عِلْمٍ، ذَكَرَ المَقرِيُّ في "نفح الطيب" نَمَاذج مُسْتَحْسَنَة مِنْهَا. ونَقَلَ عنه أبو حَيَّان الأنْدلسيُّ في "التَّذييل والتكميل" بعضَ آرائِهِ النَّحْوية. توفي بِقُرْطُبَةَ سنة (٥٣٢ هـ). ومن هنا يظهر أنه بعدَ المؤلف بِزمَنِ فَهَلْ هُوَ المَقْصُوْدُ؟ ! أو هَلْ هَذ التعْلِيقَة من كَلامِ المُؤلفِ؟ ! أَخبارُ أبي القاسم بن الأبرش في الصلة (١٧٤)، وبغية الملتمس (٢٨٩)، وبغية الوعاة (١/ ٥٥٧).
(٣) هو الأعشَى، ديوانه (١٠٥) "الصبح المنير". وهما في إعراب القراءات (١/ ٢٥، ٩٧)، =