للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: إِلَّا بِرَحْمَةٍ. وَقِيلَ: هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ.

قَالَ تَعَالَى: (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩)) .

(يَخِصِّمُونَ) : مِثْلُ قَوْلِهِ (يَهْدِي) وَقَدْ ذُكِرَ فِي يُونُسَ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَاوَيْلَنَا) : هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: (يَاحَسْرَةً) [يس: ٣٠] .

وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: «وَيْ» : كَلِمَةٌ، وَ «لَنَا» : جَارٌّ وَمَجْرُورٌ.

وَالْجُمْهُورُ عَلَى «مَنْ بَعَثَنَا» أَنَّهُ اسْتِفْهَامٌ. وَقُرِئَ شَاذًّا: مَنْ بَعَثَنَا، عَلَى أَنَّهُ جَارٌّ وَمَجْرُورٌ يَتَعَلَّقُ بِوَيْلٍ.

وَ (هَذَا) : مُبْتَدَأٌ، وَ «مَا وَعَدَ» الْخَبَرُ. وَ «مَا» بِمَعْنَى الَّذِي، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ، أَوْ مَصْدَرٌ.

وَقِيلَ: هَذَا نَعْتٌ لِمَرْقَدِنَا، فَيُوقَفُ عَلَيْهِ، وَ «مَا وَعَدَ» مُبْتَدَأٌ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ حَقٌّ، وَنَحْوَهُ. أَوْ خَبَرٌ وَالْمُبْتَدَأُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ هَذَا أَوْ بَعَثَنَا.

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (٥٥)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِي شُغُلٍ) : هُوَ خَبَرُ إِنَّ. وَ «فَاكِهُونَ» : خَبَرٌ ثَانٍ؛ أَوْ هُوَ الْخَبَرُ، وَ «فِي شُغُلٍ» يَتَعَلَّقُ بِهِ.

وَيُقْرَأُ (فَاكِهِينَ) عَلَى الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْجَارِّ.

وَالشُّغُلُ - بِضَمَّتَيْنِ، وَبِضَمٍّ بَعْدَهُ سُكُونٌ، وَبِفَتْحَتَيْنِ، وَبِفَتْحَةٍ بَعْدَهَا سُكُونٌ؛ لُغَاتٌ قَدْ قُرِئَ بِهِنَّ.

قَالَ تَعَالَى: (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (٥٦) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (٥٧) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِي ظِلَالٍ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ «هُمْ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>