للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (آلْآنَ) الْعَامِلُ فِيهِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: أَتُؤْمِنُ الْآنَ؟ .

قَالَ تَعَالَى: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِبَدَنِكَ) فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ; أَيْ عَارِيًا.

وَقِيلَ: بِجَسَدِكَ لَا رُوحَ فِيهِ. وَقِيلَ: بِدِرْعِكَ.

قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٩٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُبَوَّأَ صِدْقٍ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا، وَأَنْ يَكُونَ مَكَانًا.

قَالَ تَعَالَى: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (٩٨)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ) : هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ ; لِأَنَّ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ الْقَرْيَةُ، وَلَيْسَتْ مِنْ جِنْسِ الْقَوْمِ. وَقِيلَ: هُوَ مُتَّصِلٌ ; لِأَنَّ التَّقْدِيرَ: فَلَوْلَا كَانَ أَهْلُ قَرْيَةٍ. وَلَوْ كَانَ قَدْ قُرِئَ بِالرَّفْعِ لَكَانَتْ إِلَّا فِيهِ بِمَنْزِلَةِ «غَيْرِ» ، فَيَكُونُ صِفَةً.

قَالَ تَعَالَى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ) : هُوَ اسْتِفْهَامٌ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ. وَ «فِي السَّمَاوَاتِ» الْخَبَرُ، وَ «انْظُرُوا» مُعَلَّقَةٌ عَنِ الْعَمَلِ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الَّذِي، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَصْلُ ذَلِكَ.

(وَمَا تُغْنِي) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ اسْتِفْهَامًا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، وَأَنْ تَكُونَ نَفْيًا.

قَالَ تَعَالَى: (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٣)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَذَلِكَ حَقًّا) : فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ:

<<  <  ج: ص:  >  >>