وَقِيلَ: بَعْضُهُمْ يَقُولُ: مِائَةُ أَلْفٍ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَكْثَرُ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ: (أَوْ كَصَيِّبٍ) [الْبَقَرَةِ: ١٩] وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ (وُجُوهًا) [النِّسَاءِ: ٤٧] .
قَالَ تَعَالَى: (أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَصْطَفَى) : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَهِيَ لِلِاسْتِفْهَامِ، وَحُذِفَتْ هَمْزَةُ الْوَصْلِ اسْتِغْنَاءً بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ.
وَيُقْرَأُ بِالْمَدِّ، وَهُوَ بِعِيدٌ جِدًّا.
وَقُرِئَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى لَفْظِ الْخَبَرِ، وَالِاسْتِفْهَامُ مُرَادٌ؛ كَمَا قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ:
ثُمَّ قَالُوا تُحِبُّهَا قُلْتُ بَهْرًا عَدَدَ الرَّمْلِ وَالْحَصَى وَالتُّرَابِ أَيْ أَتُحِبُّهَا؛ وَهُوَ شَاذٌّ فِي الِاسْتِعْمَالِ وَالْقِيَاسِ؛ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْرَأَ بِهِ.
قَالَ تَعَالَى: (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤)) .
(مَا لَكُمْ كَيْفَ) : اسْتِفْهَامٌ بَعْدَ اسْتِفْهَامٍ.
قَالَ تَعَالَى: (إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٠)) .
(إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَثْنًى مِنَ الضَّمِيرِ فِي (جَعَلُوا) وَمِنْ (مُحْضَرُونَ) . وَأَنْ يَكُونَ مُنْفَصِلًا.
قَالَ تَعَالَى: (فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (١٦١) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (١٦٢) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ (١٦٣) وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا تَعْبُدُونَ) : الْوَاوُ عَاطِفَةٌ، وَيَضْعُفُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى مَعَ، إِذْ لَا فِعْلَ هُنَا وَ (مَا أَنْتُمْ) : نَفْيٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute