(عَجَبًا) : مَفْعُولٌ ثَانٍ لِاتَّخَذَ. وَقِيلَ: هُوَ مَصْدَرٌ ; أَيْ قَالَ مُوسَى: عَجَبًا ; فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْمَفْعُولُ الثَّانِي لِاتَّخَذَ: «فِي الْبَحْرِ» .
قَالَ تَعَالَى: (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (٦) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (نَبْغِي) : الْجَيِّدُ إِثْبَاتُ الْيَاءِ، وَقَدْ قُرِئَ بِحَذْفِهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْفَوَاصِلِ ; وَسَهَّلَ ذَلِكَ أَنَّ الْيَاءَ لَا تُضَمُّ هَاهُنَا.
(قَصَصًا) : مَصْدَرُ «فَارْتَدَّا» عَلَى الْمَعْنَى. وَقِيلَ: هُوَ مَصْدَرُ فِعْلٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ يَقُصَّانِ قَصَصًا. وَقِيلَ: هُوَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ; أَيْ مُقْتَصِّينَ، وَ «عِلْمًا» : مَفْعُولٌ بِهِ، وَلَوْ كَانَ مَصْدَرًا لَكَانَ تَعْلِيمًا.
قَالَ تَعَالَى: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (٦٦)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي) : هُوَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ; أَيْ أَتَّبِعُكَ بِإِذْلَالِي، وَالْكَافُ صَاحِبُ الْحَالِ.
وَ (رَشَدًا) : مَفْعُولُ تُعَلِّمَنِ.
وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولَ «عُلِّمْتَ» لِأَنَّهُ لَا عَائِدَ إِذَنْ عَلَى الَّذِي ; وَلَيْسَ بِحَالٍ مِنَ الْعَائِدِ الْمَحْذُوفِ ; لِأَنَّ الْمَعْنَى عَلَى ذَلِكَ يَبْعُدُ.
وَالرُّشْدُ وَالرَّشَدُ لُغَتَانِ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا.
قَالَ تَعَالَى: (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (٦٨)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (خُبْرًا) : مَصْدَرٌ ; لِأَنَّ تُحِيطُ بِمَعْنَى تُخْبِرُ.
قَالَ تَعَالَى: (قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (٧٠)) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute