للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأَنَّ اللَّهَ) : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ; وَفِيهِ وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ بِالصَّلَاةِ ; أَيْ وَأَوْصَانِي بِأَنَّ اللَّهَ رَبِّي. وَالثَّانِي: هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِمَا بَعْدَهُ، وَالتَّقْدِيرُ: لِأَنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ; أَيْ لِوَحْدَانِيَّتِهِ أَطِيعُوهُ.

وَيُقْرَأُ بِالْكَسْرِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ.

قَالَ تَعَالَى: (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٨)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) : لَفْظُهُ لَفْظُ الْأَمْرِ وَمَعْنَاهُ التَّعَجُّبُ. وَ «بِهِمْ» : فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ; كَقَوْلِكَ: أَحْسِنْ بِزَيْدٍ ; أَيْ حَسُنَ زَيْدٌ. وَحُكِيَ عَنِ الزَّجَّاجِ أَنَّهُ أَمْرٌ حَقِيقَةً، وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ نَصْبٌ، وَالْفَاعِلُ مُضْمَرٌ ; فَهُوَ ضَمِيرُ الْمُتَكَلِّمِ ; كَأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ أَوْقِعْ بِهِ سَمْعًا أَوْ مَدْحًا.

وَ (الْيَوْمَ) : ظَرْفٌ، وَالْعَامِلُ فِيهِ الظَّرْفُ الَّذِي بَعْدَهُ.

قَالَ تَعَالَى: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٩)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) : «إِذْ» : بَدَلٌ مِنْ يَوْمٍ، أَوْ ظَرْفٌ لِلْحَسْرَةِ ; وَهُوَ مَصْدَرٌ فِيهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ، وَقَدْ عَمِلَ.

قَالَ تَعَالَى: (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (٤٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ) : فِي «إِذْ» وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هِيَ مِثْلَ (إِذِ انْتَبَذَتْ) [مَرْيَمِ: ١٦] فِي أَوْجُهِهَا، وَقَدْ فُصِلَ بَيْنَهُمَا بِقَوْلِهِ: (إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا) : [مَرْيَمِ: ٤١] . وَالثَّانِي: أَنَّ «إِذْ» ظَرْفٌ، وَالْعَامِلُ فِيهِ صِدِّيقًا نَبِيًّا، أَوْ مَعْنَاهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>