وَيُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ وَالْقَصْرِ ; أَيْ جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاءَ. وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى الْمَمْدُودَةِ ; لِأَنَّهُ تَارَةً يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ، وَتَارَةً بِالتَّضْعِيفِ ; وَاللَّازِمُ مِنْهُ: أَمِرَ الْقَوْمُ ; أَيْ كَثُرُوا.
وَ (أَمَرْنَا) : جَوَابُ إِذَا. وَقِيلَ: الْجُمْلَةُ نَصْبٌ نَعْتًا لِقَرْيَةٍ، وَالْجَوَابُ مَحْذُوفٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (١٧)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا) : «كَمْ» هُنَا خَبَرٌ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِأَهْلَكْنَا.
(مِنَ الْقُرُونِ) : وَقَدْ ذُكِرَ نَظِيرُهُ فِي قَوْلِهِ: كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ) [الْبَقَرَةِ: ٢١١] .
قَالَ تَعَالَى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (١٨)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَنْ كَانَ) : «مَنْ» مُبْتَدَأٌ، وَهِيَ شَرْطٌ. وَ «عَجَّلْنَا» جَوَابُهُ.
(لِمَنْ نُرِيدُ) : هُوَ بَدَلٌ مِنْ «لَهُ» بِإِعَادَةِ الْجَارِّ.
(يَصْلَاهَا) : حَالٌ مِنْ جَهَنَّمَ، أَوْ مِنَ الْهَاءِ فِي لَهُ.
وَ (مَذْمُومًا) : حَالٌ مِنَ الْفَاعِلِ فِي يَصْلَى.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (١٩)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (سَعْيَهَا) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ ; لِأَنَّ الْمَعْنَى: عَمِلَ عَمَلَهَا.
وَ «لَهَا» : مِنْ أَجْلِهَا. وَأَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا.
قَالَ تَعَالَى: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (٢٠)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كُلًّا) : هُوَ مَنْصُوبٌ بِـ «نُمِدُّ» وَالتَّقْدِيرُ: كُلَّ فَرِيقٍ.
وَ (هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ) : بَدَلٌ مِنْ كُلٍّ. وَ «مِنْ» مُتَعَلِّقَةٌ بِـ «نُمِدُّ» .
وَالْعَطَاءُ: اسْمٌ لِلْمُعْطَى.