للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَ (يَا ابْنَ أُمَّ) : قَدْ ذُكِرَ فِي الْأَعْرَافِ.

(لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي) : الْمَعْنَى لَا تَأْخُذْنِي بِلِحْيَتِي ; فَلِذَلِكَ دَخَلَتِ الْبَاءُ، وَفَتْحُ اللَّامِ لُغَةٌ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا.

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (٩٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا) : يَتَعَدَّى بِحَرْفِ جَرٍّ ; فَإِنْ جِئْتَ بِالْهَمْزِ تَعَدَّى بِنَفْسِهِ ; كَفَرِحَ، وَأَفْرَحْتَهُ. وَيَبْصُرُوا بِالْيَاءِ عَلَى الْغَيْبَةِ، يَعْنِي قَوْمَ مُوسَى. وَبِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ، وَالْمُخَاطَبُ مُوسَى وَحْدَهُ ; وَلَكِنْ جَمَعَ الضَّمِيرَ ; لِأَنَّ قَوْمَهُ تَبَعٌ لَهُ.

وَقُرِئَ بَصِرْتُ بِكَسْرِ الصَّادِ، وَتَبْصَرُوا بِفَتْحِهَا ; وَهِيَ لُغَةٌ.

(قَبَضْتُ) بِالضَّادِ بِمِلْءِ الْكَفِّ، وَبِالصَّادِ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِ.

وَ (قَبْضَةً) : مَصْدَرٌ بِالضَّادِ وَالصَّادِ ; وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى الْمَقْبُوضِ، فَتَكُونُ مَفْعُولًا بِهِ.

وَيُقْرَأُ قُبْضَةً بِضَمِّ الْقَافِ ; وَهِيَ بِمَعْنَى الْمَقْبُوضِ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (٩٧)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا مِسَاسَ) : يُقْرَأُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ السِّينِ، وَهُوَ مَصْدَرُ مَاسَّهُ ; أَيْ لَا أَمَسَّكَ وَلَا تَمَسَّنِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>