للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالثَّانِي: أَنَّهُ اسْمُ مَفْعُولٍ، وَيُرَادُ بِهِ الْمَكَانُ؛ أَيْ: فَلَكُمْ مَكَانٌ تَسْتَقِرُّونَ فِيهِ، إِمَّا فِي الْبُطُونِ، وَإِمَّا فِي الْقُبُورِ، وَيُقْرَأُ بِكَسْرِ الْقَافِ، فَيَكُونُ مَكَانًا يَسْتَقِرُّ لَكُمْ. وَقِيلَ تَقْدِيرُهُ: فَمِنْكُمْ مُسْتَقِرٌّ.

وَأَمَّا (مُسْتَوْدَعٌ) : فَبِفَتْحِ الدَّالِ لَا غَيْرَ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَكَانًا يُودَعُونَ فِيهِ، وَهُوَ إِمَّا الصُّلْبُ أَوِ الْقَبْرُ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا بِمَعْنَى الِاسْتِيدَاعِ.

قَالَ تَعَالَى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٩٩) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا) : أَيْ: بِسَبَبِهِ، وَالْخَضِرُ بِمَعْنَى الْأَخْضَرِ.

وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْهَاءُ فِي مِنْهُ رَاجِعَةً عَلَى النَّبَاتِ، وَهُوَ الْأَشْبَهُ. وَعَلَى الْأَوَّلِ يَكُونُ فَأَخْرَجْنَا بَدَلًا مِنْ أَخْرَجْنَا الْأُولَى.

(نُخْرِجُ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبِ صِفَةٍ لَخَضِرًا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا. وَالْهَاءُ فِي (مِنْهَ) : تَعُودُ عَلَى الْخَضِرِ.

وَ (قِنْوَانٌ) : بِكَسْرِ الْقَافِ وَضَمِّهَا، وَهُمَا لُغَتَانِ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا، وَالْوَاحِدُ قِنْوٌ، مِثْلُ: صِنْوٍ وَصِنْوَانٍ، وَفِي رَفْعِهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَفِي خَبَرِهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا هُوَ: وَمِنَ النَّخْلِ، وَمِنْ طَلْعِهَا بَدَلٌ بِإِعَادَةِ الْخَافِضِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>