وَيَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ فِي «آيَةً» «لَكُمْ» ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ حَالًا مِنْ «آيَةً» ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «نَاقَةُ اللَّهِ» بَدَلًا مِنْ هَذِهِ أَوْ عَطْفَ بَيَانٍ، وَ «لَكُمْ» الْخَبَرُ، وَجَازَ أَنْ يَكُونَ «آيَةً» حَالًا، لِأَنَّهَا بِمَعْنَى «عَلَامَةً وَدَلِيلًا» . (تَأْكُلْ) : جَوَابُ الْأَمْرِ. (فَيَأْخُذَكُمْ) : جَوَابُ النَّهْيِ. وَقُرِئَ بِالرَّفْعِ وَمَوْضِعُهُ حَالٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (٧٤) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ سُهُولِهَا) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ «قُصُورًا» ، وَمَفْعُولًا ثَانِيًا لِـ «تَتَّخِذُونَ» ، وَأَنْ يَتَعَلَّقَ بِتَتَّخِذُونَ لَا عَلَى أَنْ «تَتَّخِذُونَ» يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ؛ بَلْ إِلَى وَاحِدٍ. وَ (مِنْ) : لِابْتِدَاءِ غَايَةِ الِاتِّخَاذِ. (وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ) : فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ بِمَعْنَى تَتَّخِذُونَ؛ فَيَكُونُ «بُيُوتًا» مَفْعُولًا ثَانِيًا. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: مِنَ الْجِبَالِ عَلَى مَا جَاءَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى، فَيَكُونَ بُيُوتًا الْمَفْعُولَ، وَمِنَ الْجِبَالِ عَلَى مَا ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ: «مِنْ سُهُولِهَا» .
قَالَ تَعَالَى: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ) (٧٥) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِمَنْ آمَنَ) : هُوَ بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ: «لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا» بِإِعَادَةِ الْجَارِّ؛ كَقَوْلِكَ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ بِأَخِيكَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute