للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (٧) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذْ) : ظَرْفٌ لِوَاثَقَكُمْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْهَاءِ الْمَجْرُورَةِ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْمِيثَاقِ.

قَالَ

تَعَالَى

: (يَا

أَيُّهَا

الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (٨) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ) : مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {شُهَدَاء لله} وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي النِّسَاءِ.

(هُوَ أَقْرَبُ) : هُوَ ضَمِيرُ الْعَدْلِ، وَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ اعْدِلُوا، وَأَقْرَبُ لِلتَّقْوَى قَدْ ذُكِرَ فِي الْبَقَرَةِ.

قَالَ تَعَالَى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (٩) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَعَدَ اللَّهُ) : وَعَدَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنَ يَجُوزُ الِاقْتِصَارُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ هُنَا: «الَّذِينَ آمَنُوا» . وَالثَّانِي: مَحْذُوفٌ، اسْتُغْنِيَ عَنْهُ بِالْجُمْلَةِ الَّتِي هِيَ قَوْلُهُ: «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ» وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ؛ لِأَنَّ وَعْدَ لَا يُعَلَّقُ عَنِ الْعَمَلِ كَمَا تُعَلَّقُ ظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُهَا.

قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١١) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) : يَتَعَلَّقُ بِنِعْمَةٍ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْهَا، فَيَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ. وَ (إِذْ) : ظَرْفٌ لِلنِّعْمَةِ أَيْضًا، وَإِذَا جَعَلْتَ عَلَيْكُمْ حَالًا جَازَ أَنْ يَعْمَلَ فِي إِذْ. (

<<  <  ج: ص:  >  >>