(إِنَّ مَا صَنَعُوا) : مَنْ قَرَأَ «كَيَدُ» بِالرَّفْعِ فَفِي «مَا» وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ. وَالثَّانِي: مَصْدَرِيَّةٌ.
وَيُقْرَأُ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنْ تَكُونَ «مَا» كَافَّةً، وَإِضَافَةُ «كَيْدٍ» إِلَى «سَاحِرٍ» إِضَافَةُ الْمُصَدِّرِ إِلَى الْفَاعِلِ.
وَقُرِئَ كَيْدُ سِحْرٍ ; وَهُوَ إِضَافَةُ الْجِنْسِ إِلَى النَّوْعِ.
قَالَ تَعَالَى: (قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (٧١)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) : «فِي» هُنَا عَلَى بَابِهَا ; لِأَنَّ الْجِذْعَ مَكَانٌ لِلْمَصْلُوبِ وَمُحْتَوٍ عَلَيْهِ. وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى عَلَى.
قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٧٢))
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالَّذِي فَطَرَنَا) : فِي مَوْضِعِ جَرٍّ ; أَيْ: وَعَلَى الَّذِي. وَقِيلَ: هُوَ قَسَمٌ.
(مَا أَنْتَ قَاضٍ) : فِي «مَا» وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي ; أَيِ افْعَلِ الَّذِي أَنْتَ عَازِمٌ عَلَيْهِ. وَالثَّانِي: هِيَ زَمَانِيَّةٌ ; أَيِ اقْضِ أَمْرَكَ مُدَّةَ مَا أَنْتَ قَاضٍ.
(هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) : هُوَ مَنْصُوبٌ بِتَقْضِي، وَ «مَا» كَافَّةٌ ; أَيْ تَقْضِي أُمُورَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ. فَإِنْ كَانَ قَدْ قُرِئَ بِالرَّفْعِ فَهُوَ خَبَرُ إِنَّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute