للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (٥) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَبُرَتْ) : الْجُمْهُورُ عَلَى ضَمِّ الْبَاءِ، وَقَدْ أُسْكِنَتْ تَخْفِيفًا.

وَ (كَلِمَةً) : تَمْيِيزٌ وَالْفَاعِلُ مُضْمَرٌ ; أَيْ كَبُرَتْ مَقَالَتُهُمْ.

وَفِي (تَخْرُجُ) : وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هُوَ فِي مَوْضِعِ نَصْبِ صِفَةٍ لِكَلِمَةٍ. وَالثَّانِي: فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ; تَقْدِيرُهُ: كَلِمَةٌ تَخْرُجُ ; لِأَنَّ كَبُرَ بِمَعْنَى بِئْسَ ; فَالْمَحْذُوفُ هُوَ الْمَخْصُوصُ بِالذَّمِّ. وَ (كَذِبًا) : مَفْعُولُ «يَقُولُونَ» أَوْ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ قَوْلًا كَذِبًا.

وَ (أَسَفًا) : مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «بَاخِعٌ» . وَقِيلَ: هُوَ مَفْعُولٌ لَهُ. وَالْجُمْهُورُ عَلَى «إِنْ لَمْ» بِالْكَسْرِ عَلَى الشَّرْطِ ; وَيُقْرَأُ بِالْفَتْحِ ; أَيْ لِأَنْ لَا يُؤْمِنُوا.

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (٧)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (زِينَةً) : مَفْعُولٌ ثَانٍ عَلَى أَنَّ «جَعَلَ» بِمَعْنَى صَيَّرَ، أَوْ مَفْعُولٌ لَهُ، أَوْ حَالٌ عَلَى أَنَّ «جَعَلَ» بِمَعْنَى خَلَقَ.

قَالَ تَعَالَى: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (٩) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (١٠)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَمْ حَسِبْتَ) : تَقْدِيرُهُ: بَلْ أَحَسِبْتَ. (وَالرَّقِيمِ) : بِمَعْنَى الْمَرْقُومِ، عَلَى قَوْلِ مَنْ جَعَلَهُ كِتَابًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>