للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) : أَيْ وَهُمْ خَالِدُونَ فِي النَّارِ، وَقَدْ وَقَعَ الظَّرْفُ بَيْنَ حَرْفِ الْعَطْفِ وَالْمَعْطُوفِ.

قَالَ تَعَالَى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١٩) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (سِقَايَةَ الْحَاجِّ) : الْجُمْهُورُ عَلَى سِقَايَةٍ بِالْيَاءِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُ الْعِمَارَةِ، صَحَّتِ الْيَاءُ لَمَّا كَانَتْ بَعْدَهَا تَاءُ التَّأْنِيثِ؛ وَالتَّقْدِيرُ: أَجَعَلْتُمْ أَصْحَابَ سِقَايَةِ الْحَاجِّ، أَوْ يَكُونُ التَّقْدِيرُ: كَإِيمَانِ مَنْ آمَنَ؛ لِيَكُونَ الْأَوَّلُ هُوَ الثَّانِي.

وَقُرِئَ: «سُقَاةَ الْحَاجِّ وَعُمْرَةَ الْمَسْجِدِ» عَلَى أَنَّهُ جَمْعُ سَاقٍ وَعَامِرٍ.

(لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ) : مُسْتَأْنَفٌ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ وَالثَّانِي؛ وَيَكُونُ التَّقْدِيرُ: سَوَّيْتُمْ بَيْنَهُمْ فِي حَالِ تَفَاوُتِهِمْ.

قَالَ تَعَالَى: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ) (٢١) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ) : الضَّمِيرُ كِنَايَةٌ عَنِ الرَّحْمَةِ وَالْجَنَّاتِ.

قَالَ تَعَالَى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (٢٥) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ) : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مَوْضِعِ «فِي مَوَاطِنَ» .

وَ (إِذْ) : بَدَلٌ مِنْ «يَوْمَ» .

قَالَ تَعَالَى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>