سُورَةُ الْحَاقَّةِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (الْحَاقَّةُ) : قِيلَ: هُوَ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ. وَقِيلَ: مُبْتَدَأٌ وَمَا بَعْدَهُ الْخَبَرُ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي الْوَاقِعَةِ. وَ (مَا) الثَّانِيَةُ: مُبْتَدَأٌ، وَ «أَدْرَاكَ» : الْخَبَرُ. وَالْجُمْلَةُ بَعْدَهُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ.
قَالَ تَعَالَى: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥)) .
وَ (الطَّاغِيَةِ) : مَصْدَرٌ كَالْعَافِيَةِ. وَقِيلَ: اسْمُ فَاعِلٍ بِمَعْنَى الزَّائِدَةِ.
قَالَ تَعَالَى: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧)) .
(سَخَّرَهَا) : مُسْتَأْنَفٌ، أَوْ صِفَةٌ، وَ «حُسُومًا» : مَصْدَرٌ؛ أَيْ قَطْعًا لَهُمْ. وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ؛ أَيْ مُتَتَابِعَاتٍ. وَ (صَرْعَى) : حَالٌ، وَ «كَأَنَّهُمْ» : حَالٌ أُخْرَى مِنَ الضَّمِيرِ فِي صَرْعَى.
وَ (خَاوِيَةٍ) : عَلَى لُغَةِ مَنْ أَنَّثَ النَّخْلَ.
قَالَ تَعَالَى: (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (٨)) .
وَ (بَاقِيَةٍ) : نَعْتٌ؛ أَيْ حَالَةٍ بَاقِيَةٍ. وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى بَقِيَّةٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (٩)) .
وَ (مَنْ قَبْلَهُ) : أَيْ مَنْ تَقَدَّمَهُ بِالْكُفْرِ، وَ (مَنْ قَبْلَهُ) : أَيْ مَنْ عِنْدَهُ وَفِي جُمْلَتِهِ.
وَ (بِالْخَاطِئَةِ) أَيْ جَاءُوا بِالْفَعْلَةِ ذَاتِ الْخَطَأِ عَلَى النَّسَبِ، مِثْلُ تَامِرٍ، وَلَابِنٍ.