للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا فِي مَوْضِعِ رَفْعِ خَبَرِ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ وَهُوَ هُدًى، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ مِنَ الْهَاءِ فِي «نَزَّلَهُ» .

قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِسَانُ الَّذِي) : الْقِرَاءَةُ الْمَشْهُورَةُ إِضَافَةُ «لِسَانُ» إِلَى «الَّذِي» وَخَبَرُهُ «أَعْجَمِيٌّ» وَقُرِئَ فِي الشَّاذِّ: اللِّسَانُ الَّذِي - بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ، وَالَّذِي نَعْتٌ. وَالْوَقْفُ بِكُلِّ حَالٍ عَلَى بَشَرٍ.

قَالَ تَعَالَى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَنْ كَفَرَ) : فِيهِ وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هُوَ بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ: «الْكَاذِبُونَ» ; أَيْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ. وَقِيلَ: هُوَ بَدَلٌ مِنْ أُولَئِكَ. وَقِيلَ: هُوَ بَدَلٌ مِنْ «الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ» وَالثَّانِي: هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَالْخَبَرُ: فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) : اسْتِثْنَاءٌ مُقَدَّمٌ. وَقِيلَ: لَيْسَ بِمُقَدَّمٍ، فَهُوَ كَقَوْلِ لَبِيَدٍ:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ وَقِيلَ: «مَنْ» شَرْطٌ، وَجَوَابُهَا مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: «فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ» .

وَ «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ» اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ ; لِأَنَّ الْكُفْرَ يُطْلَقُ عَلَى الْقَوْلِ وَالِاعْتِقَادِ. وَقِيلَ: هُوَ مُنْقَطِعٌ ; لِأَنَّ الْكُفْرَ اعْتِقَادٌ، وَالْإِكْرَاهُ عَلَى الْقَوْلِ دُونَ الِاعْتِقَادِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>