للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحَدُهُمَا: قَوْلُهُ: «عَلَيْكُمُ» فَعَلَى هَذَا يَنْتَصِبُ «الْيَوْمَ» بِالْخَبَرِ. وَقِيلَ: يَنْتَصِبُ الْيَوْمَ بِـ «يَغْفِرُ» . وَالثَّانِي: الْخَبَرُ «الْيَوْمَ» ، وَعَلَيْكُمُ يَتَعَلَّقُ بِالظَّرْفِ أَوْ بِالْعَامِلِ فِي الظَّرْفِ، وَهُوَ الِاسْتِقْرَارُ.

وَقِيلَ: هِيَ لِلتَّبْيِينِ كَاللَّامِ فِي قَوْلِهِمْ سَقْيًا لَكَ ; وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ «عَلَى» بِتَثْرِيبٍ، وَلَا نَصْبُ «الْيَوْمَ» بِهِ، لِأَنَّ اسْمَ «لَا» إِذَا عَمِلَ يُنَوَّنُ.

قَالَ تَعَالَى: (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (٩٣)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِقَمِيصِي) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ ; أَيِ احْمِلُوا قَمِيصِي. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا ; أَيِ اذْهَبُوا وَقَمِيصِي مَعَكُمْ.

وَ (بَصِيرًا) حَالٌ فِي الْمَوْضِعَيْنِ.

قَالَ تَعَالَى: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (١٠٠)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (سُجَّدًا) : حَالٌ مُقَدَّرَةٌ ; لِأَنَّ السُّجُودَ يَكُونُ بَعْدَ الْخُرُورِ.

(رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ) : الظَّرْفُ حَالٌ مِنْ «رُؤْيَايَ» لِأَنَّ الْمَعْنَى رُؤْيَايَ الَّتِي كَانَتْ مِنْ قَبْلُ ; وَالْعَامِلُ فِيهَا هَذَا.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِلرُّؤْيَا ; أَيْ تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِيهَا «تَأْوِيلُ» لِأَنَّ التَّأْوِيلَ كَانَ مِنْ حِينِ وُقُوعِهَا هَكَذَا، وَالْآنَ ظَهَرَ لَهُ.

وَ (قَدْ جَعَلَهَا) : حَالٌ مُقَدَّرَةٌ ; وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُقَارِنَةً.

وَ (حَقًّا) : صِفَةُ مَصْدَرٍ ; أَيْ جَعْلًا حَقًّا.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا ثَانِيًا ; وَجَعَلَ بِمَعْنَى صَيَّرَ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا ; أَيْ وَضَعَهَا صَحِيحَةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>