للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ تَعَالَى: (نَحِسَاتٍ) : يُقْرَأُ بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَفِيهِ وَجْهَانِ:

أَحَدُهُمَا: هُوَ اسْمُ فَاعِلٍ، مِثْلُ نَصِبٍ وَنَصِبَاتٍ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا فِي الْأَصْلِ مِثْلَ الْكَلِمَةِ. وَيُقْرَأُ بِالسُّكُونِ؛ وَفِيهِ وَجْهَانِ:

أَحَدُهُمَا: هِيَ بِمَعْنَى الْمَكْسُورَةِ؛ وَإِنَّمَا سُكِّنَ لِعَارِضٍ.

وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ اسْمَ فَاعِلٍ فِي الْأَصْلِ، وَسُكِّنَ تَخْفِيفًا.

قَالَ تَعَالَى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٧))

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأَمَّا ثَمُودُ) : هُوَ بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَ «فَهَدَيْنَاهُمْ» الْخَبَرُ. وَبِالنَّصْبِ عَلَى فِعْلٍ مَحْذُوفٍ؛ تَقْدِيرُهُ: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَا، فَسَّرَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: «فَهَدَيْنَاهُمْ» .

قَالَ تَعَالَى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩))

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ) : هُوَ ظَرْفٌ لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ مَا بَعْدَهُ وَهُوَ

قَوْلُهُ تَعَالَى: «فَهُمْ يُوزَعُونَ» كَأَنَّهُ قَالَ: يُمْنَعُونَ يَوْمَ نَحْشُرُ.

قَالَ تَعَالَى: (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنْ يَشْهَدَ) أَيْ مِنْ أَنْ يَشْهَدَ؛ لِأَنَّ تَسْتَتِرُ لَا يَتَعَدَّى نَفْسَهُ.

قَالَ تَعَالَى: (وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَذَلِكُمْ) : هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَ «ظَنُّكُمْ» : خَبَرُهُ، وَ «الَّذِي» : نَعْتٌ لِلْخَبَرِ، أَوْ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ. وَ «أَرْدَاكُمْ» : خَبَرٌ آخَرُ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْجَمِيعُ صِفَةً، أَوْ بَدَلًا، وَ «أَرْدَاكُمْ» : الْخَبَرُ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «أَرْدَاكُمْ» حَالًا، وَ «قَدْ» مَعَهُ مُرَادَةٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>