للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنَّى) : بِمَعْنَى كَيْفَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَالْعَامِلُ فِيهَا «يُؤْفَكُونَ» . وَلَا يَعْمَلُ فِيهَا «انْظُرْ» ؛ لِأَنَّ الِاسْتِفْهَامَ لَا يَعْمَلُ فِيهِ مَا قَبْلَهُ.

قَالَ تَعَالَى: (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٧٦) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا لَا يَمْلِكُ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَا نَكِرَةً مَوْصُوفَةً وَأَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى الَّذِي.

قَالَ تَعَالَى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوَا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا.) (٧٧) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (تَغْلُوا) : فِعْلٌ لَازِمٌ.

وَ (غَيْرَ الْحَقِّ) : صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: غُلُوًّا غَيْرَ الْحَقِّ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ؛ أَيْ: لَا تَغْلُوا مُجَاوَزِينَ الْحَقَّ.

قَالَ تَعَالَى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (٧٨) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ «الَّذِينَ كَفَرُوا» ، أَوْ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي كَفَرُوا. (عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ) : مُتَعَلِّقٌ بِـ «لَعَنَ» ؛ كَقَوْلِكَ: جَاءَ زَيْدٌ عَلَى الْفَرَسِ. (ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا) : قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَكَذَلِكَ وَ (لَبِئْسَ مَا كَانُوا) وَ «لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) : أَنْ وَالْفِعْلُ فِي تَقْدِيرِ مَصْدَرٍ مَرْفُوعٍ خَبَرُ ابْتِدَاءٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: هُوَ سَخَطُ اللَّهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>