للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ) : أَيْ: وَالْأَمْرُ أَنَّ لِلْكَافِرِينَ.

قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ) (١٥) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (زَحْفًا) : مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ.

وَقِيلَ: هُوَ مَصْدَرٌ لِلْحَالِ الْمَحْذُوفَةِ؛ أَيْ: تَزْحَفُونَ زَحْفًا. وَ (الْأَدْبَارَ) : مَفْعُولٌ ثَانٍ لِتَوَلُّوهُمْ.

قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١٦) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُتَحَرِّفًا) ، (أَوْ مُتَحَيِّزًا) : حَالَانِ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي يُوَلِّهِمْ.

قَالَ تَعَالَى: (ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ) (١٨) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (ذَلِكُمْ) : أَيِ الْأَمْرُ ذَلِكُمْ، «وَ» الْأَمْرُ «أَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ» بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ وَتَخْفِيفِهَا، وَبِالْإِضَافَةِ وَالتَّنْوِينِ، وَهُوَ ظَاهِرٌ.

قَالَ تَعَالَى: (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) (١٩) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) : يُقْرَأُ بِالْكَسْرِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ، وَبِالْفَتْحِ عَلَى تَقْدِيرِ: وَالْأَمْرُ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ.

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ شَرَ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) (٢٢) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ) : إِنَّمَا جَمَعَ الصُّمَّ، وَهُوَ خَبَرُ «شَرَّ» ؛ لِأَنَّ شَرًّا هُنَا يُرَادُ بِهِ الْكَثْرَةُ، فَجَمَعَ الْخَبَرَ عَلَى الْمَعْنَى، وَلَوْ قَالَ الْأَصَمَّ لَكَانَ الْإِفْرَادُ عَلَى اللَّفْظِ، وَالْمَعْنَى عَلَى الْجَمْعِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>