للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أَوِ الْحَوَايَا) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَطْفًا عَلَى «مَا» .

وَقِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الشُّحُومِ، فَتَكُونُ مُحَرَّمَةً أَيْضًا، وَوَاحِدَةُ الْحَوَايَا حَوِيَّةٌ، أَوْ حَاوِيَةٌ، أَوْ حَاوِيَاءٌ. وَ «أَوْ» هُنَا بِمَعْنَى الْوَاوِ، أَوْ لِتَفْصِيلِ مَذَاهِبِهِمْ، لِاخْتِلَافِ أَمَاكِنِهَا، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي قَوْلِهِ: (كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى) [الْبَقَرَةِ: ١٣٥] .

(ذَلِكَ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ «جَزَيْنَاهُمْ» وَقِيلَ: مُبْتَدَأٌ وَالتَّقْدِيرُ: جَزَيْنَاهُمُوهُ. وَقِيلَ: هُوَ خَبَرُ الْمَحْذُوفِ؛ أَيِ: الْأَمْرُ ذَلِكَ.

قَالَ تَعَالَى: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (١٤٧) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ) : شَرْطٌ وَجَوَابُهُ «فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ» وَالتَّقْدِيرُ: فَقُلْ يَصْفَحُ عَنْكُمْ بِتَأْخِيرِ الْعُقُوبَةِ.

قَالَ تَعَالَى: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) (١٤٨) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَا آبَاؤُنَا) : عَطْفٌ عَلَى الضَّمِيرِ فِي أَشْرَكْنَا، وَأَغْنَتْ زِيَادَةُ «لَا» عَنْ

تَأْكِيدِ الضَّمِيرِ. وَقِيلَ: ذَلِكَ لَا يُغْنِي؛ لِأَنَّ الْمُؤَكَّدَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ قَبْلَ حَرْفِ الْعَطْفِ، وَلَا بَعْدَ حَرْفِ الْعَطْفِ. (مِنْ شَيْءٍ) : مِنْ زَائِدَةٌ.

قَالَ تَعَالَى: (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) (١٥٠) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (قُلْ هَلُمَّ) : لِلْعَرَبِ فِيهَا لُغَتَانِ: إِحْدَاهُمَا: تَكُونُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ فِي الْوَاحِدِ وَالتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ وَالْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ؛ فَعَلَى هَذَا هِيَ اسْمٌ لِلْفِعْلِ، وَبُنِيَتْ لِوُقُوعِهَا مَوْقِعَ الْأَمْرِ الْمَبْنِيِّ، وَمَعْنَاهَا أَحْضِرُوا شُهَدَاءَكُمْ.

<<  <  ج: ص:  >  >>