للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيُقْرَأُ «نَزَّلَ» عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ، وَأَنْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ. وَتَلْخِيصُ الْمَعْنَى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمُ الْمَنْعَ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ عِنْدَ سَمَاعِ الْكُفْرِ مِنْهُمْ. وَ (يُكْفَرُ بِهَا) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْآيَاتِ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ: يَكْفُرُ بِهَا أَحَدٌ، فَحَذَفَ الْفَاعِلَ، وَأَقَامَ الْجَارَّ مَقَامَهُ، وَالضَّمِيرُ فِي «مَعَهُمْ» عَائِدٌ عَلَى الْمَحْذُوفِ، «فَلَا تَقْعُدُوا» مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى أَيْضًا؛ لِأَنَّ مَعْنَى وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ؛ وَقَدْ قِيلَ، وَالْفَاءُ جَوَابُ إِذَا. (إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) : إِذا هَاهُنَا مُلْغَاةٌ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ الِاسْمِ وَالْخَبَرِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْ بَعْدَهَا الْفِعْلَ، وَأَفْرَدَ «مَثَلًا» ؛ لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ؛ وَمِثْلُهُ: (أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا) [الْمُؤْمِنُونَ: ٤٧] وَقَدْ جُمِعَ فِي قَوْلِهِ: (ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [مُحَمَّدٍ: ٣٨] وَقُرِئَ شَاذًّا «مِثْلَهُمْ» بِالْفَتْحِ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ لِإِضَافَتِهِ إِلَى الْمُبْهَمِ، كَمَا بُنِيَ فِي قَوْلِهِ: (مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذَّارِيَّاتِ: ٢٣] ، وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

وَقِيلَ: نُصِبَ عَلَى الظَّرْفِ كَمَا قِيلَ: فِي بَيْتِ الْفَرَزْدَقِ: وَإِذْ مَا مِثْلَهُمْ بَشَرُ

؛ أَيْ: إِنَّكُمْ فِي مِثْلِ حَالِهِمْ.

قَالَ تَعَالَى: (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) (١٤١) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ) : فِي مَوْضِعِ جَرٍّ صِفَةٌ لِلْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: هُمْ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً، وَالْخَبَرُ: «فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ» وَمَا يَتَّصِلُ بِهِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>