للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ تَعَالَى: (نُنْجِي) : الْجُمْهُورُ عَلَى الْجَمْعِ بَيْنَ النُّونَيْنِ وَتَخْفِيفِ الْجِيمِ. وَيُقْرَأُ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ، وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ:

أَحَدُهَا: أَنَّهُ فِعْلٌ مَاضٍ، وَسَكَّنَ الْيَاءَ إِيثَارًا لِلتَّخْفِيفِ، وَالْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ الْمَصْدَرُ ; أَيْ نَجَّى النَّجَاءُ. وَهُوَ ضَعِيفٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: تَسْكِينُ آخَرِ الْمَاضِي. وَالثَّانِي: إِقَامَةُ الْمَصْدَرِ مَقَامَ الْفَاعِلِ مَعَ وُجُودِ الْمَفْعُولِ الصَّحِيحِ. وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّهُ فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ قُلِبَتْ مِنْهُ النُّونُ الثَّانِيَةُ جِيمًا وَأُدْغِمَتْ ; وَهُوَ ضَعِيفٌ أَيْضًا.

وَالثَّالِثُ: أَنَّ أَصْلَهُ نُنَجِّي - بِفَتْحِ النُّونِ الثَّانِيَةِ، وَلَكِنَّهَا حُذِفَتْ كَمَا حُذِفَتِ التَّاءُ الثَّانِيَةُ فِي (تَظَاهَرُونَ) [الْأَحْزَابِ: ٤] وَهَذَا ضَعِيفٌ أَيْضًا لِوَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ النُّونَ الثَّانِيَةَ أَصْلٌ وَهِيَ فَاءُ الْكَلِمَةِ، فَحَذْفُهَا يَبْعُدُ جِدًّا. وَالثَّانِي: أَنَّ حَرَكَتَهَا غَيْرُ حَرَكَةِ النُّونِ الْأُولَى، فَلَا يُسْتَثْقَلُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا بِخِلَافِ «تُظَاهِرُونَ» ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَوْ قُلْتَ: تُتَحَامَى الْمَظَالِمُ، لَمْ يَسُغْ حَذْفُ التَّاءِ الثَّانِيَةِ.

قَالَ تَعَالَى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (٩٠))

قَوْلُهُ تَعَالَى: (رَغَبًا وَرَهَبًا) : مَفْعُولٌ لَهُ، أَوْ مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ; أَوْ مَصْدَرٌ عَلَى الْمَعْنَى.

قَالَ تَعَالَى: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (٩١))

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ) : أَيْ وَاذْكُرِ الَّتِي.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ; أَيْ: وَفِيمَا يُتْلَى عَلَيْكَ خَبَرُ الَّتِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>