للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَمَا أَنْزَلْنَا) : الْكَافُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ نَعْتًا لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ، تَقْدِيرُهُ: آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي إِيتَاءً كَمَا أَنْزَلْنَا ; أَوْ إِنْزَالًا كَمَا أَنْزَلْنَا ; لِأَنَّ آتَيْنَاكَ بِمَعْنَى أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ. وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: مَتَّعْنَاهُمْ تَمْتِيعًا كَمَا أَنْزَلْنَا ; وَالْمَعْنَى: نَعَّمْنَا بَعْضَهُمْ كَمَا عَذَّبْنَا بَعْضَهُمْ.

وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: إِنْزَالًا مِثْلَ مَا أَنْزَلْنَا ; فَيَكُونُ وَصْفًا لِمَصْدَرٍ.

وَقِيلَ: هُوَ وَصْفٌ لِمَفْعُولٍ تَقْدِيرُهُ: إِنِّي أُنْذِرُكُمْ عَذَابًا مِثْلَ الْعَذَابِ الْمُنَزَّلِ عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ. وَالْمُرَادُ بِالْمُقْتَسِمِينَ قَوْمُ صَالِحٍ الَّذِينَ اقْتَسَمُوا عَلَى تَبْيِيتِهِ وَتَبْيِيتِ أَهْلِهِ.

وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ قَسَّمُوا الْقُرْآنَ إِلَى شِعْرٍ وَإِلَى سِحْرٍ وَكِهَانَةٍ.

وَقِيلَ: تَقْدِيرُهُ: لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ مِثْلَ مَا أَنْزَلْنَا.

وَوَاحِدُ «عِضِينَ» عِضَةٌ، وَلَامُهَا مَحْذُوفَةٌ، وَالْأَصْلُ عِضْوَةٌ.

وَقِيلَ: الْمَحْذُوفُ هَاءٌ، وَهُوَ مِنْ عَضَهَ يَعْضَهُ ; وَهُوَ مِنَ الْعَضِيهَةِ ; وَهِيَ الْإِفْكُ، أَوِ الدَّاهِيَةُ.

قَالَ تَعَالَى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِمَا تُؤْمَرُ) : مَا مَصْدَرِيَّةٌ، فَلَا مَحْذُوفَ إِذًا.

وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى الَّذِي وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ ; أَيْ بِمَا تُؤْمَرُ بِهِ ; وَالْأَصْلُ: بِمَا تُؤْمَرُ بِالصَّدْعِ بِهِ، ثُمَّ حُذِفَ لِلْعِلْمِ بِهِ.

قَالَ تَعَالَى: (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ) : صِفَةٌ لِلْمُسْتَهْزِئِينَ، أَوْ مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ، أَوْ مَرْفُوعٌ عَلَى تَقْدِيرِ «هُمْ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>