سُورَةُ الصَّفِّ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢)) .
قَوْله تَعَالَى {أَن تَقولُوا} يجوز أَن يكون فَاعل {كبر} أَو على تَقْدِير هُوَ وَيكون التَّقْدِير كبر ذَلِك وَأَن يكون بَدَلا و {مقتا} تَمْيِيز
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (٤)) .
وَ (صَفًّا) : حَالٌ، وَكَذَلِكَ (كَأَنَّهُمْ) .
قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُصَدِّقًا) : حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ، وَالْعَامِلُ فِيهَا رَسُولٌ. أَوْ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ.
وَ (مِنَ التَّوْرَاةِ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «بَيْنَ» .
وَ (مُبَشِّرًا) : حَالٌ؛ أَيْضًا. وَ (اسْمُهُ أَحْمَدُ) : جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ نَعْتًا لِرَسُولِ، أَوْ فِي مَوْضِعِ نَصْبِ حَالٍ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «يَأْتِي» .
قَالَ تَعَالَى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩))
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُتِمُّ نُورِهِ) : بِالتَّنْوِينِ وَالْإِضَافَةِ، وَإِعْرَابُهَا ظَاهِرٌ.
وَ (بِالْهُدَى) : حَالٌ مِنْ «رَسُولِهِ» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ تَعَالَى: (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ. . . (١١)) .