للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ) : بِمَعْنَى أَعْرِفُ، فَيَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ «مَا» وَهِيَ بِمَعْنَى الَّذِي، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ، وَمِنَ اللَّهِ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَعْلَمُ؛ أَيِ: ابْتِدَاءُ عِلْمِي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ «مَا» أَوْ مِنَ الْعَائِدِ الْمَحْذُوفِ.

قَالَ تَعَالَى: (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (٦٣) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ رَبِّكُمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِـ (ذِكْرٌ) ، وَأَنْ تَتَعَلَّقَ بِجَاءَكُمْ.

(عَلَى رَجُلٍ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ ذِكْرٍ؛ أَيْ: نَازِلًا عَلَى رَجُلٍ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِجَاءَكُمْ عَلَى الْمَعْنَى؛ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى نَزَلَ إِلَيْكُمْ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفُ مُضَافٍ؛ أَيْ: عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ أَوْ لِسَانِ رَجُلٍ.

قَالَ تَعَالَى: (فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ) (٦٤) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِي الْفُلْكِ) : هُوَ حَالٌ مِنْ «الَّذِينَ» أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ الْمَرْفُوعِ فِي مَعَهُ، وَالْأَصْلُ فِي (عَمِينَ) : عَمِيِينَ فَسُكِّنَتِ الْأُولَى وَحُذِفَتْ.

قَالَ تَعَالَى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ) (٦٥) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (هُودًا) : بَدَلٌ مِنْ أَخَاهُمْ، وَأَخَاهُمْ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: وَأَرْسَلْنَا إِلَى عَادٍ، وَكَذَلِكَ أَوَائِلُ الْقِصَصِ الَّتِي بَعْدَهَا.

قَالَ تَعَالَى: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ) (٦٨) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (نَاصِحٌ أَمِينٌ) : هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>